ترامب يبايع الجولاني في ادلب.. ويدخل حلبة الاقتتال بين الإرهابيين.. ليرفع قبضة (هيئة تحرير الشام) بالدرون وعتاد البنتاغون.. ويزعزع غرفة (فاثبتوا) بتثبيت النصرة.. كما ثبت من قبلها طالبان في أفغانستان!!
من يذكر كيف استضافت الدوحة اتفاق السلام بين واشنطن وطالبان لا يستبعد أن تهيئ أنقرة نفسها لاستقبال ترامب والجولاني على مائدة التفاهم السياسي!! وتوقيع بروتوكولات التعاون بين البيت الأبيض وإمارة العصر الحجري…
فأردوغان يمد طاولة العشاء الأميركي مع زعيم (هيئة تحرير الشام) حتى لو كانت من لحم (الإخوة الإرهابيين) من الفصائل أو من انشق عن النصرة.. فالمهم لدى السلطان العثماني أن يلتف على آستنة وسوتشي ويخرج من نفق وعده لموسكو بفرز الإرهاب عن غيره.. فقرر (تعميد) الجولاني من عباءة التطرف ( بتطويبات) ترامب، ورفعه هذا التنظيم الإرهابي إلى مراتب المعارضة والأطراف السياسية..
ألم يكن وعد المبعوث الأميركي جيمس جيفري للجولاني بإزالة النصرة من لوائح الإرهاب وجلوسه إلى جانب الأقطاب العالمية في العملية السياسية إن هو أحسن تفجير المشهد في الشمال السوري لمصلحة أوراق واشنطن وأنقرة!!
اذاً هو الجولاني «جوكر» المرحلة.. وحليف واشنطن وأنقرة في الشمال السوري، وربما يحلم أردوغان بأن يمدد خيمة النصرة إلى ليبيا وإفريقيا أكثر، وينتقي منهم (نخبة) المرتزقة ليكونوا جيشه العابر للحدود حيث تأخذه أحلامه ووعود واشنطن.. لذلك وأكثر.
انتفضت مصر وانطلقت دماء الغضب في المنطقة لوضع اللجام على فم أردوغان اللاهث لإقامة سلطنة عثمانية من ورق الفوضى في المنطقة.
لكن هل تضع واشنطن بيضها المسموم كله في السلة التركية أم أنها تخشى تغول أردوغان؟!!
لذلك حركت الفزاعة الكردية وحاولت توحيد انشقاقاتها وإطلاقها أكثر لتضرب بحجر واحد أكثر من هدف.. فتقليم مخالب أردوغان تقليد سياسي أميركي لامتطاء “قسد” ومثيلاتها في تواقيت محددة، لذلك كان الهجوم بالأمس على الحسكة لإبقاء السلطان في دائرة النيران من جهة والرد على المقاومة الشعبية للسوريين هناك، حيث باتت الحجارة ولعنات الأهالي تطرد الأشباح الأميركية من المنطقة!! بل أكثر من ذلك..
ترامب الذي يضغط بقبضة “قيصر” على الشعب السوري حرض مرتزقته من الأكراد لحرق مواسم القمح ومصادرتها والاستيلاء على مراكز الحبوب في غربي الحسكة.. فهو يعلم أن (قيصره) سيبقى بمفعول محدود طالما أن الفلاح السوري يقاوم في أرضه وينتج رغيف الصمود من تراب سورية..
ترامب يمرر قانون قيصر من ثقوب الإرهاب وأطماع قسد وغيرها بالتجزئة والجلوس على منابع النفط ليمتص خيرات المنطقة ليس في سورية فقط، فهو يهيئ للفتنة في العراق واستهداف المقاومة هناك.. وفي لبنان.. فسباقه الانتخابي يحتاج لوقود من المنطقة.. يحتاج النفط والدماء من الخارج ليملأ صناديق اقتراعه بما يرضي إسرائيل.. وينسي الشعب الأميركي موجة الغباء الرئاسي التي رافقت (كورونا) حتى المقابر الجماعية للأميركيين..
المشهد ساخن في الشمال السوري وكل المنطقة لكن دمشق أعلنت على لسان خارجيتها أن عنوان المرحلة ستكتبه سورية برصاص المعارك الميدانية ودخان المصانع ورفع مستوى الاكتفاء الذاتي والخبرة المعتقة في مواجهة العقوبات.. فكيف يجلس ترامب على كرسي قيصر المصنوع من خشب مهترئ حطمته التجربة بخروج البلدان في كل مرة أقوى من بين أسوار حصار الدولار؟!!.
من نبض الحدث – عزة شتيوي