على توقيت الخسارة في روزنامة الميدان السوري، يمشي ترامب على خيط قيصر إرهابه الاقتصادي الواهي، ويغمز الغرب الاستعماري من قناة الافتراء والدجل الأميركيين في ما سمي «مؤتمر بروكسل» الذي جاهر أعضاؤه علناً بالتبعية والارتهان لإدارة الشر الأميركية، ووقوفهم بكل خزي ومهانة على ضفة باطل الإدارة الأميركية في كل قراراتها الجائرة والمسيسة ضد الشعب السوري، محاولين التسويق لحميّة كاذبة لمساعدة السوريين الذين تستهدفهم واشنطن بنيران إرهابها الاقتصادي بعد أن فشلت كل سبلها الشيطانية التي اتبعتها سابقاً لكسر صمودهم وثباتهم على حتمية دحر الإرهاب والغزاة ومشغليهم عن التراب السوري.
إذاً هو الاتجار القذر بما يسمى المساعدات الإنسانية الذي أخرج جوقة ثعابين السياسة الغربيين وأعراباً متصهينين من قبعة الحاوي الأميركي ليمارسوا طقوس دجلهم المقيت على مسرح المزايدات الإنسانية الدنيئة في بروكسل، في مشهدية وقحة فاحت من كواليس اجتماعاتها ومن ما تم تعويمه على السطح الدعائي المغرض، روائح التآمر النتنة على الشعب السوري الذي كابد من سيف إرهابهم الدموي الذي سُلط على استقراره وأمانه لسنوات عشر، ويستهدف حالياً حصار مقومات حياته ولقمة عيشه.
ما جرى في ما يسمى مؤتمر بروكسل هو إعلان أميركي وغربي استعماري عن اغتيال شرعة الأمم التي فقدت بقايا مصداقيتها، والمشي بكل عنجهية سافرة فوق جثة قوانينها ودورها المفترض في تجريم من يدعون اليوم فورة حميّتهم الكاذبة لجمع مساعدات للشعب السوري الذي عانى لسنوات ولم يزل من تبعات إرهابهم واستهدافهم لسبل استقراره وسلامه، بعد أن لغّموا سكك الحلول وفخخوا الطروحات بـ«ديناميت» أطماع استعمارية.
لم تكن واشنطن والغرب التابع لها يوماً مناصرين لقضايا الشعوب في منطقتنا على عكس ادعاءاتهم، بل تاجروا مراراً بحقوقهم في سوق النخاسة الأممية، ومدّوا فوق عذابات ضحايا إرهابهم الدموي منصات الإتجار الوضيع، واعتلوا منابر الرياء والدجل، وسوّقوا التهم والأباطيل جزافاً ضد الدولة السورية التي رفضت مصادرة قراراتها الوطنية وتصدت لخبث مآرب أميركا وأذنابها الغربيين الذين ارتضوا مع بعض المجتمع الدولي الإذعان لمشيئة الشيطان الأميركي الذي نصّب نفسه جلاداً للضحايا ومحامياً عن الإرهابيين الذي صنّعوا في مختبرات الشر الأميركية لغاية تنفيذ الأجندات الصهيو أميركية المتمثلة بأطماع سرقة المقدرات السورية وتفتيت الجغرافيا السورية وفقاً لميول وأهواء الكيان الصهيوني التوسعي.
فاستثمار الدواعي الإنسانية لغايات سياسية أسلوب تحترف اللعب على حباله دول الغرب الاستعماري التي تسير في ركب التبعية الأميركية طمعاً بفتات استعماري تستميت لتحصيله، لكن يفوتها أن اجترار السيناريوهات الإنسانية عاف سماعها السوريون، وعزفُ جوقة الشر الغربي على أوتار المساعدات الإنسانية لتحقيق مكاسب سياسية وتمرير أجندات استعمارية بات مفضوحاً وغير مجدٍ، ففي أي قربة مثقوبة ينفخ أولئك الغارقون في أوحال انتهاكات حقوق الإنسان ؟!.
على الرغم من كل هذه الجلبة الدعائية الرخيصة التي تفتعلها أميركا وأذنابها للتشويش على حقيقة التفوق السوري، إلا أن واشنطن تدرك ضمنياً أنها تلعب بآخر أوراقها المحروقة، وتناور عبثاً في الفصل الأخير من فصول حربها الإرهابية على سورية، وتعي جيداً أن كفة المعطيات في السياسة والميدان راجحة لمصلحة الدولة السورية، لكنها سياسة النفَس الأميركي الغربي الطويل للاستثمار في الإرهاب بكل أشكاله حتى آخر رمق إرهابي، وآخر وسيلة شيطانية في جعبة مؤامراتهم.
حدث وتعليق- لميس عودة