رغم التحديات الكبيرة التي يعيشها مجتمعنا على الصعد كافة، لم يتخل أفراد الشعب عن مسؤولياتهم في ممارسة واجبهم الوطني لاختيار ممثليهم في مجلس الشعب متطلعين إلى مرحلة أكثر عطاء وإنتاجاً في كل الميادين بدءاً من التشريع وانتهاءً بالتنفيذ ضمن استراتيجيات يلحظ فيها أولوياتهم في تحقيق نوع من الاستقرار المعيشي وسط معاناة باتت قاب قوسين أو أدنى من استنفاد طاقاتهم وتحملهم.
وهنا لابد أن نؤكد على دور المثقف في بناء وتطوير الوعي لدى شرائح المجتمع كافة، والتأكيد على دور اللجان المتخصصة والمعنية بالشأن الثقافي في مجلس الشعب للعمل والاستثمار في ميدان الثقافة وإيلائها الأهمية اللازمة، لأنها تشكل اللبنة الأساس في تشكيل الوعي والنهوض بالمجتمع وتشكل في الآن نفسه جسور التواصل مع الحضارات كافة.
واليوم إذ نشهد انتخابات دورة جديدة لمجلس الشعب وفي ظروف استثنائية لابد أن نؤكد من جديدة أهمية تبني استراتيجية ثقافية تقوم على تنظيم العمل الثقافي على اختلاف أنواعه والحفاظ على الإرث الحضاري العريق وخصوصاً في ظل مانشهده من محاولات عدوانية لطمس معالم هذه الحضارة بالتشويه والتخريب والدمار.
ولا يختلف اثنان أن الحروب والأزمات تترك آثارها على الأفراد، فلا يقتصر الخراب على البنى التحتية للبلاد بل هو يمتد لبعض النفوس الضعيفة ما يجعل المسؤولية الملقاة على عاتقنا أكبر في تعزيز منظومة القيم وتكريس ثقافة المواطنة والانتماء لدى الأجيال الشابة والتوجه إلى المناطق البعيدة عن مركز المدينة لمواجهة المتغيرات والصعاب وإعادة إنتاج حياة جديدة تكون بوصلتها حماية الوطن والوقوف إلى جانبه في محنته.
فلم يعد العمل الثقافي ضرباً من الرفاهية أو هو تحصيل حاصل، بل واحداً من الأولويات الهامة التي يجب أن تأخذ حظها من الاهتمام وتسليط الضوء على مشاريع يمكن أن تنهض بها، فقوة البلاد في ثقافتها وبما تنتجه في هذا القطاع وما تسعى إليه لتشجيع الإبداع والابتكار ورصد الميزانيات اللازمة لنمائه بالشكل الصحيح.
الثقافة قوة نعبر على جسورها إلى عالم من الفكر والإبداع ومواكبة حضارات العالم ببنى راسخة من الوعي والعمل وفق استراتيجية تشمل القطاعات الثقافية المعنية كافة.
رؤية – فاتن أحمد دعبول