وحدهم الحمقى من يقدمون على تكرار تجارب الآخرين الفاشلة بكل تفاصيلها، وينشدون من ذلك النجاح، وهم ذاتهم من يقومون بتكرار ذات التجربة، بذات المدخلات على أمل الحصول على مخرجات مختلفة عن سابقاتها.
لم يسجل التاريخ يوماً، منذ عرفت البشرية الكتابة، ونقش الحرف والصورة، بأن مستعمر دام واستمر باحتلاله أراضي الغيرإلى مالا نهاية، زال الاحتلال العثماني للبلاد العربية بعد أربعة قرون، اندحر المحتل الفرنسي من الجزائر بعد احتلال مائة عام، سقط حكم البيض والتمييز العنصري في جنوب افريقيا، و …و… وكثيرة هي الشواهد والأمثلة على أن لا ديمومة لمحتل مهما بغى وتجبّر.
هي تجارب المحتل في غابر الزمان الفاشلة، يكررها الحمقى اليوم ( الأميركي والتركي) في سورية، فيظن رئيس النظام التركي رجب اردوغان أنه سيؤسس لسلطنة عثمانية جديدة في شمال سورية، بفضل زمرة من قطاعي الطرق والارهابيين، ويخال المحتل الاميركي أنه وريث فرنسا وبريطانيا الاستعماريتين، فيدخل مناطق شمال شرق سورية، على جسر العمالة الذي مدّه لهم انفصالي وعميل، وتناسى (العثماني الواهم، والأميركي الأحمق) أن أسلافهم خرجوا صاغرين بفضل تضحيات وبطولات أبناء الشعب العربي، وهم يجرون أذيال الخيبة والهزيمة.
نقلب في ورقات التاريخ، ليس استذكاراً، فنحن شعب لا ينسى جور محتل، وخيانة عميل، كما لا ننسى أبطالنا ممن قدم دمه دفاعاً عن قدسية التراب السوري، بل نقلب في دفاتر التاريخ لنؤكد أن ما تشهده المناطق التي يحتلها الأميركي والتركي، وأذيالهما، من مقاومة شعبية، أو تظاهرات ضدهما، ليست إلا البداية لمقاومة ستنتج لاحقاً وبدعم من أبطال الجيش العربي السوري انتصاراً ناجزاً على المحتلين التركي والاميركي، وما اعتراض حواجز بواسل الجيش السوري لدوريات الاحتلال الأميركي في ريف الحسكة إلا رسالة واضحة، مفادها: لن تمروا،أو تتمددوا، وما عودة عمال مؤسسة الحبوب إلى مكاتبهم، إلا رسالة للعميل والمحتل أنكم راحلون عن تراب الوطن، وكل محتل إلى زوال.
بعقلية زعيم عصابات المافيا، والتاجر، يظن اردوغان، ودونالد ترامب، لوهلة وبخلاف دروس التاريخ التي تشهد بجبروت وعزة وشجاعة الشعب السوري، أنهما يستطيعان ترويعه، وإخضاعه بمجرد التلويح بعصا الارهاب التي يستخدمانها نهجاً وأسلوباً في سياستهما الإجرامية مع جميع دول المنطقة.
من المؤكد أن التركي والاميركي لم يتعلما من التاريخ، لأن تاريخ بلادهم لا يحوي ما أسلفنا ذكره من هزائم أسلافهم وانتصارات شعبنا، لأنها غير موجودة في كتبهم، فالتاريخ لا يكتبه مهزوم، لذلك عليهم قراءة التجارب من التاريخ السوري، الذي يسطر أروع ملاحم الانتصارات والبطولات، حينها يدركون أن ما يقدمون عليه ليس إلا من باب الحماقة، وضرب من الجنون، لانهم سيدركون أن الشعب السوري ورجالات سورية لا يقبلون الضيم ولا الهزيمة، ولا ينامون في ظل محتل.
منـذر عيـد – حدث وتعليق
moon.eid70@gmail.com