انتهى قبل ساعات امتحان مادة الكيمياء للآلاف من طلاب وطالبات الثانوية العامة الفرع العلمي، وقبلهم بيومين الفرع الأدبي، أي إن أمام مئات الآلاف من الشباب عطلة تمتد لحوالي الثلاثة أشهر حتى صدور النتائج وبعدها معدلات قبول المعاهد والجامعات.
قد يكون بعض من هؤلاء، منتسبون ومنتسبات لجمعيات على قلتها، أو لمنظمة الشبيبة يقضون بأنشطتها بعض الوقت، لكن الأغلبية العظمى هم بعطلة طويلة، وهذه العطلة يمكن أن تكون فرصة للبلديات ووزارة الزراعة لاستثمارها، بإشغال هؤلاء الطلاب والطالبات بأعمال شبه تطوعية تجمل وتستصلح محيط سكنهم.
وذلك بجمع الطلاب وتوزيعهم على الزوايا والحدائق والطرقات المهملة في مدنهم وقراهم، وتوزيع معدات زراعية بسيطة عليهم ينظفون ويحفرون تلك المساحات، ويجعلونها صالحة للزراعة، زراعة الخضار الموسمية والأشجار المثمرة، وليس أشجار الزينة، ويمكن أن يتخلل نشاط الزراعة أنشطة أخرى تتم بالتعاون مع الشبيبة وغيرها بورشات موسيقا ومسرح تفاعلي، يتكلم فيها المشاركون والمشاركات عن احتياجاتهم وآرائهم بما يقومون به وتطلعاتهم للدراسة والمستقبل.
تزداد أهمية استثمار العطلة بهذه الطريقة، مع الظروف المعيشية الخانقة التي نمر بها، بالاستفادة من المساحات المهملة، وبإشغال الطلاب والطالبات بأنشطة مفيدة ومنتجة، وتأمين جزء من مصروفهم، لو نظرنا حولنا في أماكن سكننا خاصة في الضواحي والأرياف لوجدنا مساحات تصلح لإنتاج موسم كامل من الخضار، أو بستان من الأشجار المثمرة حين تكبر وتبدأ بالعطاء.
على البلديات أخذ دورها الاجتماعي والمبادرة لوضع خطط ومذكرات تعاون مع وزارة التربية ووزارة الزراعة وربما غيرها من الوزارات، وإحياء وقت الطلاب والمساحات المهملة بما ينعش المناطق ويفيد الأبناء، وهذا ليس بالأمر الصعب ولا بعالي التكلفة.
عين المجتمع – لينا ديوب