لاشك أنه من صلب عملنا الصحفي هو تغطية النشاطات والمبادرات والمهرجانات الثقافية التي تسهم في إنعاش المشهد وتفعّل دور المراكز الثقافية في جميع المحافظات السورية.
لكن ثمة ما يجب التوقف عنده.. ففي الأمس القريب افتتحت وزارة الثقافة مهرجان حماة الثقافي مشكورة بعد سلسلة من المهرجانات في عدة محافظات، وقدمت من خلاله عدداً من المحاضرات والندوات والعروض والتكريمات.
وهنا نسأل: هل كان ضرورياً إقامة مثل هذا المهرجان في ظروف استثنائية كهذه؟
من المؤكد أننا لسنا ضد إقامة المهرجانات، فهي حالة ثقافية واجتماعية وحضارية ونطالب بزيادتها ونشرها إذا كانت تقدم فائدة ثقافية، لكن ثمة من يقول إن الوضع استثنائي ولا حاجة لنا في تكرير الأشياء بتغيير تسمياتها فقط … ويتساءل البعض أيضاً عن أسبابه وحيثياته ومعناه.
وزارة الثقافة حرصت بعد الحجر الذي فرضه وباء كورونا إلى تقديم كل ما تستطيع تقديمه في الثقافة، وهناك فعاليات وأنشطة مهمة وضمن الإجراءات الاحترازية..
لكن ما نريد قوله إننا نؤمن بأن الثقافة توازن وإن خير من يحميها هم المثقفون الواعون لهذه المسؤولية، لكن لابد أن يؤخذ الأمر بعناية أكثر حين يتم تهيئة البرامج الثقافية، وأن توضع استراتيجيات وخطط، فالعِبرة ليست بالكم بل بالنوع وبما نقدم، فقد تتكرر الأسماء وتتوزع المنابر، وتتكرر الأنشطة والمحاضرات، وجمهور الثقافة الصامت بعيد بعض الشيء مشغول بحياته!!
وبالتالي تلك الساحة الإبداعية تستحق منا الاهتمام والجدية والعناية واختيار الوقت المناسب لإقامة أي مناسبة ثقافية، فربما يكون هذا المهرجان أو ذاك عكس الاتجاه… وهذا ما يجب الانتباه منه وعليه!!.
رؤية – عمار النعمة