قبل ثلاثة عقود من الآن تم وضع حجر الأساس لمشروع بناء مشفى في أحد أحياء دمشق، وإلى اليوم لا تزال الأرض المخصصة للمشروع فارغة ولم تشهد أي حركة توحي باتخاذ خطوة جدية للمباشرة به..!!!
ففي العام 1988 وضع حجر الأساس لبناء مشفى الوحدة في منطقة المزة بدمشق بعد تحديد الأرض التي ستبنى عليها، وبقي حجر الأساس وحيداً سنوات طويلة دون أن تشهد الأرض المخصصة أي خطوة توحي بأن المشروع قيد التنفيذ أو ما يشير إلى جدية الجهات المعنية بإقامة هذا المشروع الحيوي الخدمي.
وتشير المراسلات والورقيات والكتب والردود التي ذيلت بتواقيع الجهات المعنية في مديرية الصحة وفي محافظة دمشق على مدى سنوات إلى وجود موافقات بإقامة مشفى للجراحة العصبية والعظمية في المخطط الجغرافي لوزارة الصحة على المقسم رقم 2 في المزة وأنه ستتم الدراسة الكاملة للمشروع والمخططات الهندسية والتكلفة التقديرية وسيتم رصد الاعتماد لبناء المشفى من موازنة عام 2001.
وبعد التساؤلات الملحة من قبل لجان الأحياء عن الأسباب التي حالت دون تنفيذ مشروع المشفى جاء الرد من قبل مديرية الصحة بدمشق في العام 2002 بأنه تم رصد اعتمادات لإعداد الدراسات الخاصة للمشفى كمشفى تخصصي للجراحة العصبية والعظمية، وتم وضع البرنامج التوظيفي بالتنسيق مع شركة الدراسات، وتمت مخاطبة محافظة دمشق للحصول على منهاج الوجائب وبيان ما يمكن منحه لأبنية المشافي أصولاً، وأنه أدرج في خطة عام 2002، وتتم المتابعة بشكل يومي للتمكن من المباشرة وإعداد الدراسات المطلوبة..
وهكذا بقيت الكتب والمراسلات تدور متضمنة تأكيدات بإقامة المشروع وإلى اليوم لا تزال الأرض المخصصة للمشروع خاوية وقد تراكمت فيها النفايات ونمت الأعشاب فيها ولا يوجد فيها ما يدل على أن المشروع قيد التنفيذ، ولولا أنه تم تسوير الأرض لتحولت إلى بؤرة ومكب للنفايات.
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: ما مصير هذا المشروع الحيوي الخدمي، وماذا حصل بعد أن خصصت الأرض وحصل على الموافقات اللازمة في حينها؟ ألم يكن من شأن هذا المشفى أن يخدم آلاف المواطنين من سكان المنطقة وغيرهم؟ وألا يعتبر من المشروعات المهمة التي كان يجب أن يتقدم على غيره من مشروعات تجديد الأرصفة وتغيير أعمدة الإنارة في بعض الأحياء وإعادة تجديد القميص الاسفلتي لشوارع لا تحتاج لذلك..؟؟؟
حديث الناس- محمود ديبو