مهرجان ضخم من التصريحات عن أهمية الزراعة اضطر المواطن السوري للعيش في أجوائها متلقياً تصريحات المسؤولين الزراعيين من جهة وجهابذة التحليل الزراعي من جهة أخرى..
ولعل المنصف يقول: إن النتاج الزراعي يحتاج سنة أو نصفها على الأقل ليبدأ التقييم، لكون هذه المدة ضرورية للحصول على نتاج الأرض، ولكن يبدو أن وزارة الزراعة لم تستطع أن تنتظر كل تلك المدة، بل بدأت نشاطها لتحقيق نتائج ملموسة في فترة قصيرة جداً، في حين كانت السنوات ممتدة قبل ذلك.
أما عن النشاط الزراعي وتحديداً الشق الحيواني، فقد كان نفوق العشرات من الأبقار في الغاب ومئات في الساحل السوري العنوان الأبرز، ضمن نشاطات الموجة الثانية من خواء فعالية اللقاحات البيطرية، بعد أن طالت عشرات أخرى من رؤوس الأبقار في ريف جبلة وسواها من المناطق..
هي قطعان نفقت بسبب عدم فعالية الأدوية والمبيدات التي أنفقت وزارة الزراعة على شرائها ما أنفقته، وعلى الرغم من بيانات الوزارة وإحصائياتها بقلة عدد الأبقار النافقة إلا أن ما يحدث على أرض الواقع يتعارض تماماً مع ذلك، بل ويعكس إما جهلاً بما يجري على الأرض الزراعية أو عدم الرغبة بمعرفة إلا الإيجابي من الأمور والوقائع..!!
تزامن أكثر من رائع تحقق بين قطعان البقر وأفواج الفروج في النفوق أو التلاشي، فمع “مجزرة” اللقاحات البيطرية اختفى الفروج من المحافظات، وخرجت مداجنه من الخدمة ومربّوه أغلقوا أبواب العمل وصمتوا..
إن كل ما سبق دليل على فشل يوجب المحاسبة، وإن كان تراخياً فيجب كذلك المحاسبة، كما يجب تتبع الخيط وصولاً إلى بقية السلسلة التي قضت على أمل البروتين في يوميات السوريين الذين ذاقوا الأمرّين من فشل بعض المسؤولين في إدارة ملفات يمكن لأبسط فلاح أو مزارع أو مربّي في سورية أن يتولاها..
الكنز – مازن جلال خيربك