السلامة للبزورية

هزّنا بالأمس نبأ الحريق الذي شبّ في سوق البزورية التاريخي العريق في دمشق القديمة، والواقع إلى الجنوب من المسجد الأموي، حيث يمتدّ من دخلة قصر العظم وسوق الصاغة القديم، ليتقاطع باتجاه الشمال مع سوق مدحت باشا.

سوق البزورية يمتاز ببهاءٍ مختلف عن مجمل الأسواق الأخرى، حيث تمتدّ على جانبيه أجمل وأعرق المحال المشهورة بعرض وبيع مئات الأصناف من البهارات والتوابل والعطور، والزيوت العطرية ومستخلصات النباتات الطبية، والفواكه المجفّفة، والقمر الدين، وزعتر المائدة والسكاكر والملبس الدمشقي الشهير الذي يحضر بقوة في الموالد والأعراس والأعياد والمناسبات، والعسل والموالح اللذيذة، والشموع الجميلة المتعددة الأشكال والألوان، والصابون العربي المصنوع من زيت الزيتون، أو زيت الغار.. وما إلى ذلك الكثير من السلع والمنتجات.

ما إن يدخل الشخص إلى سوق البزورية، حتى يتمنى ألا يخرج منه بسبب انتعاشه من ذلك الخليط الساحر من الروائح العطرية التي تنبعث من محاله إلى فنائه، ويحتضنها ذلك السقف المعدني المقوّس فتبدو كأنها تُعربش على الجدران لتتدلّى من السقف الجميل وتضخّ المكان بروحها البهية المنعشة.

هذا السوق وعلى الرغم من انغماره بالطقوس الشعبية والتقليدية الدمشقية العريقة، غير أنّ أهميته في الواقع لا تأتي من هذه الناحية فقط، وإنما من كونه ركناً من أركان الاستثمار المستقر في دمشق، وهو يعكس بانوراما اقتصاديةٍ سورية، إذ يرتبط به آلاف الصناعيين والمزارعين والتجار والحرفيين، لأنه مركز تسويقٍ للعديد من الصناعات الغذائية والحرفية، وللكثير من المشتغلين في زراعة أو جني النباتات الطبية والعطرية، ومركز تجاري ضخم، وهذا يعني أنه يوفّر آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

من أجل هذا كله كان من الطبيعي أن يهزّنا نبأ الحريق، وخلال ثوانٍ من الزمن يستعرض العقل ما الذي كان يمكن أن ينجم عن هذا الحريق ..؟ ولكن والحمد لله كانت الخسائر طفيفة والأضرار خفيفة، أتت على مستودع للسكاكر فقط، بهمة وجهود رجال الإطفاء، وبقيت محال التوابل والبهارات والعطارة على وهجها وبهائها.

حمى الله دمشق بكل أركانها، وحمى أهلها وناسها وأسواقها من كل ضرّ، والسلامة كل السلامة للبزورية وتجاره ورواده.. والذين تتعلق أشغالهم في فلكه الجميل والمعطاء.

على الملأ – علي محمود جديد

 

 

 

 

 

 

 

آخر الأخبار
الأمطار أنقذت المحاصيل الشتوية وأوقفت أعمال الري بطرطوس الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين