ليس هناك أشد إيلاماً على الآباء من رؤية أبنائهم وقد تملكهم الملل والإحباط، يتبرمون ضجراً من تحديات حياتية معيشية وتداعيات حرب ظالمة على بلدنا.
يستبد القلق بالآباء ويبحثون عن حل بسؤال الأقرباء والمعارف والأصدقاء لزرع الفرحة في قلوب قرة أعينهم فيجدون في الحلول المادية حلولاً إسعافية تكسر حاجز الملل والروتين وتزود الأبناء بطاقة نشاط وحيوية، يحاولون بجديد الثياب وجديد الهاتف المحمول بلسمة الجراح والآمال المتكسرة وربما رحلة ترفيهية إلى البحر والجبل، لتعويض الفاقد الترفيهي والاجتماعي خلال حظر التجوال والحجر المنزلي.
وبعض الآباء يقعون في فخ الحنان والحب الوالدي فيتغاضون عن كثير من السلوكيات الخاطئة والعادات غير الصحية ويتنازلون عن حقوقهم على الأبناء وذلك للتخفيف من معاناتهم لضغوطات حياتية قاهرة.
لأنه الوعي الذي راهنا عليه، نقول.. لا خوف على أبنائنا ويجب أن يدرك الآباء أن الحياة معلم ماهر يقدم للإنسان زاداً معرفياً يكتسب بالتجارب وخير ما ينتفع به قراءة يداوي بها نفسه ويمسح أحزانه ويجلي مشاعر اليأس والإحباط .
القراءة ..أسمى واجبات الآباء وتكمن بغرس عادة القراءة لدى الأبناء وتعميق الصداقة بينهم وبين الكتاب وليس للطفل إلا الكبار كي يتعلم منهم ويقتدي بهم.
إلا القراءة.. فلا تهاون ولا تهادن بشأنها لأنها تملك قدرة سحرية على إحياء النفوس وبث الفرح في القلوب.. تضخ قوة وثقة وتحصن ضد مشاعر الهزيمة والاستسلام، ويالها من سعادة وأنت ترى أطفالك يقرؤون بشغف فتمتلىء غبطة وتطمئن عليهم.
عين المجتمع – رويدة سليمان