بقلم أمين التحرير: ديب علي حسن
كلنا في هذا الوطن العربي، الممتد من الماء إلى الماء، نكابد الجرح نفسه، آلامنا واحدة، مصيرنا واحد، وكم كان صادقاً من قال (كلنا في الهم عرب)
لم تكن سورية في يوم من الأيام إلا البلسم لجراح الأمة العربية، قدمت على مذابح الحرية آلاف الشهداء من فلسطين إلى لبنان، إلى مد يد العون إلى كل قطر عربي احتاجها، هل نذكر ببطولات القسام والقاوقجي، وجول جمال، وغيرهم كثيرون؟
الأمر لايحتاج إلى ذلك، فالتاريخ يكتب ويعرف، السوريون تقاسموا رغيف الخبز مع كل محتاج، فكيف إذا كان شقيقاً؟
ما أصاب لبنان وألمّ به ليس كارثة عادية، بل أمر جلل، بغض النظر كيف حدث، ومالذي أدى إليه، هو أمر قد حدث وأصاب لبنان الشقيق بالوجع والآلام، وقد يترك أثراً عميقاً لبعض الوقت، فالوضع الاقتصادي الذي فرضه الحصار الأميركي، وما سمي(قانون قيصر) يهدف إلى المزيد من المعاناة التي تحفر مجراها، ظناً منه أنها قادرة على تغيير المواقف والأهداف التي يناضل من أجلها الشعب العربي ممثلاً بمحور المقاومة، مدعوماً من الأصدقاء، ما حصل أمس في مرفأ بيروت أصاب كل عربي، ويقدم الدليل على أن المصير واحد، الآلام واحدة، والآمال تصنع معاً، قد يظهر نشاز هنا وهناك، وهذا أمر طبيعي، لكنه ليس إلا أمراً عابراً لاقيمة له في ميدان العمل الحقيقي، وهؤلاء الانعزاليون يعرفون أن التاريخ لم يكن في يوم من الأيام معهم، ولايمكن أن يكون، هي حقائق التاريخ والجغرافية، شعب واحد في قطرين لاتعرف من هو اللبناني أو السوري فيهما.
فمن الطبيعي والحال هذه، وسورية تقاوم وتكتب نصراً جديداً، أن تكون يدها الحانية ممدودة للبنان، ومن قدم على مذبح الكرامة في بيروت والجنوب بمواجهة العدو الصهيوني، دفاعاً عن العروبة، قدم أكثر من عشرة آلاف شهيد سوري، لن يكون بعيداً عن لبنان، واليد السورية ستكون جنباً إلى جنب اليد اللبنانية التي تبني وتقاوم، وهذا ما عبّر عنه السيد الرئيس بشار الأسد.