تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 يُظهر حالة الانتشار مع تخفيف التدابير وعدم الحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية.. بدأنا مؤخراً بتسجيل أعداد لا يستهان بها وبشكل يومي ومتزايد للإصابات.. كانت إصابة أو ثلاث.. ثم ارتفعت للعشرات ثم العشرينات وتخطينا الستينات كحصيلة يوم واحد.. إضافة إلى ما يقابلها من الارتفاع الشديد بنسبة وفيات الأطباء وهو مؤشر خطير أيضاً.. وهذه الأرقام حسب إحصائيات وزارة الصحة لعدد المسحات الإيجابية وليس لعدد المصابين.
تفاقم الحالات وانتشارها يتزايد في مجتمعاتنا بسبب امتناع البعض من التواصل مع الجهات المعنية من فرق التقصي والاستجابة والأطباء الاختصاصيين أو حتى الذهاب إلى المشافي لتلقي الرعاية الصحية، بالرغم من شعورهم بأعراض المرض والتعب الشديد، معتقدين أن الإصابة بهذا المرض وصمة عار أو ذنب لهم ولأسرهم، وهم المتضررون بالدرجة الأولى.. غير مدركين أنهم يتسببون بكارثة تعريض المحيط للعدوى والإصابة.
نتيجة لأفكار غير صحيحة ولمعتقدات خاطئة عند البعض، أصبح مريض الكورونا وعائلته يشعرون بالذنب والخوف من كشف إصابتهم خشية نبذهم وأسرهم أو وصمهم مجتمعياً، متقصدين إخفاء المرض عن المجتمع بالرغم من ظهور الأعراض، مدّعين بأن حالهم هذا نتيجة ضربة شمس أو انفلونزا أو رشح وغيره.. متجاهلين بأن التصريح بالإصابة بالكورونا هو أحد أبرز أساليب مواجهة الفيروس والحد من انتشاره.
هذه الأفكار والمعتقدات قد تنقلنا إلى مرحلة الوباء الشامل- مرحلة الكارثة التي لن يتكمن فيها جميع المصابين من دخول المستشفى إذا كانوا بحاجة، لأن الأولوية في تلقي الرعاية ستكون فقط لأصحاب الإصابات الحرجة والخطرة.
الإصابة بفيروس كورونا ليست عيباً أو عاراً، وعدم الإفصاح عن المرض يهدد حياة المجتمع بأكمله، وهو جهل صحي مجتمعي.. كورونا من الأمراض المعدية سريعة الانتشار ويحتاج الى متابعة من الاختصاصيين، وعلاجه الوحيد يبدأ بالوعي والصراحة وعدم التستّر والالتزام الكامل بالتعليمات والإجراءات الاحترازية للوقاية منه.
نتحمل جميعنا مسؤولية الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، ويجب أن نكون جزءاً فاعلاً وشريكاً في التصدي لانتشار الفيروس وانتقال العدوى، وبالتالي حماية أنفسنا ومجتمعنا.
أروقة محلية – عادل عبد الله