الثورة أون لاين_يمن سليمان عباس:
اليوم قبل الغد وقبل أي عمل آخر، لا بد من العمل السريع على وقف الهرولة التي يمارسها الأعراب نحو الكيان الصهيوني والتي تعني فيما تعنيه ضياع الحقوق العربية وإعطاء الكيان الصهيوني شرعية يعمل من أجل الوصول إليها.
اليوم نحتاج أن تكون القضية الفلسطينية وعلى رأسها القدس في قائمة أولويات العمل العربي وإذا كان العمل السياسي ليس بمجدٍ فهذا لا يعني أن العمل الفكري والثقافي يجب أن يأخذ هو هذا المنحى. من هذا المنطلق كان الكتاب المهم الذي أعده مجموعة من الكتاب السوريين والفلسطينيين بإشراف الدكتور محمد الحوراني رئيس فرع دمشق لاتحاد الكتاب العرب وقد جاء تحت عنوان.
القدس بين التحرير والتطبيع.. دور الفكر المقاوم في تقويض المخططات الصهيونية.. قدم للكتاب الاستاذ مالك صقور، وشارك في أبحاثه سمير ابو صالح، عارف عرفات، علي بدوان، حسين جمعة، ديب علي حسن، أحمد رفعت يوسف، بشار الحجلي، عماد نداف، محمد عادل، داود ابو شقرة، أكرم رافع، أحمد علي هلال.
الأستاذ مالك صقور يرى في تقديمه أن يوم القدس العالمي في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك تحول إلى عيد عالمي يجتمع فيه المقاومون وكل أنصار المقاومة في العالم لإحياء القضية الفلسطينية والعمل بالقول والفعل من أجل تحرير التراب الفلسطيني من رجس الصهاينة، عيد للتضامن مع الشعب الفلسطيني والوقوف معه ومؤزارته في وجه العدوان الصهيوني.
الكتاب مؤلف من خمسة محاور هي عبارة عن حلقات متلفزة قدمت بمناسبة اليوم العالمي للقدس لعام ٢٠٢٠م أعدها وقدمها الدكتور محمد الحوراني وضمت..
المحور الأول: المزاعم الصهيونية في تهويد المقدسات، شارك فيه سمير ابو صالح، أبو علي حسن، علي بدوان.
المحور الثاني: الفكر المقاوم ومكافحة داء التطبيع المستجد شارك فيه
حسين جمعة، ديب علي حسن، أحمد رفعت يوسف، بشار الحجلي، عماد نداف.
المحور الثالث الإعلام المقاوم..
المحور الرابع، أدب الشتات، جوهر عودة الحق ورفض التوطين، شارك فيه محمد عادل.
المحور الخامس: المسرح المقاوم ثقافة الانتماء شارك فيه داود ابو شقرة، أكرم رافع، أحمد علي هلال.
ويتساءل الباحثون: هل كان على الأمة الإسلامية والعربية أن تنتظر ردحاً من الزمن حتى يكون للقدس يوم؟ وما هو هذا اليوم، وماذا يعني حين يحتفي العالم كله بهذا اليوم ، العالم الذي يرفض التكبر الاستعماري، ويناهضه ويعمل من أجل الحرية والكرامة والفعل المبدع بكل ألوان الحياة، الثورة الإسلامية بقيادة الإمام الراحل الخميني شكلت نقطة انعطاف في تاريخ المنطقة والعالم، وانطلقت ليكون الفعل واقعاً لا شعارات بلاغية في الشعر الذي على أهميته لم يكن ليغير في مسارات النضال الكثير.
صحيح أن الشعراء قرعوا جرس الإنذار وأعلوا الصوت، قبل النكبة وبعدها، وربما كان زكي قنصل أشهر هؤلاء الذين راعهم ما جرى، وكيف الهوان والذل، وصرخته اقرب إلى وامعتصماه، لكن لم يلبهاحينها أحد من الحكام العرب، بل صمتوا، ونام بعضهم في العسل المر ، إلى أن كانت الثورة الإسلامية في إيران التي أحيت القضية، ونقلتها كما أسلفنا من بلاغة الشعر وفضائه إلى شرايين الدم والحياة، لنستمع إلى زكي قنصل يصرخ ويعلي الصوت، ولكن النداء كان حينها بصحراء، إلى أن جاءه الوعد الذي انتظره كما انتظرناه يقول زكي قنصل:
يا منكراً شكوايَ عـذرك بيــّنُ وقع الأنين على السليم ثقيل
أتسومني مرح الطليق وموطنـي بين السلاسل والقيود ذليـل
لهفي على القدس انطوت أعلامه وكبت بأشبال النضال خيـول
الجود إلا في الكرامـة زينــة والصفح إلا في الجهاد نبيـل
مليونُ عانٍ في العراء تشـردوا لـم يختلج لهوانهـم مسؤول
نصبوا على درب الرياح خيامهم يذكي جراحهـم غـد مجهول
يا شائدين على الجريمة دولـة من بُطْلِ يومٌ ضاحـك ويزول
لا ترقصوا للنصر فهـو بدايـة إن الختام نـدامـة وعويـل
هل نقف قليلاً عند البيت الأخير، لا ترقصوا.. نعم، عليكم ألا تفرحوا كثيراً أيها الصهاينة، فقد تكونون حققتم بغفلة من الزمن بعضاً مما تريدون، لكن انتظروا، فالندامة قادمة، وها هو الكيان الصهيوني يعيش حالة الرعب التي لا يمكن له الخروج منها، محور المقاومة من طهران إلى دمشق فبيروت، وبغداد نعم استشراف قنصل حقيقة واقعة بفعل المقاومة التي ارتقى قادتها ليكونوا مشاعل نور على مر التاريخ، لواء القدس الذي أنجز ما عجزت عنه أنظمة عربية، يرتقي قائده إلى العليين لأنه مع رسالة العليين (من العلا).
وفي هذه اللحظات التي صار فيها يوم القدس تاريخاً وفعلاً وشرايين حياة ودم ونبض وليس بلاغة شعر احتفالي، في هذه المناسبة ربما ترتجف عظام غولدا مائير فقد قالت بعد جريمة إحراق الأقصى: لم أنم تلك الليلة خوفاً مما سيفعله العرب والمسلمون ، لكن أحداً لم يتحرك حينها.