يبدأ العام الدراسي الجديد بالتأجيل الذي قد يكون الأول لهذا العام بعد فترة من إغلاق المدارس تصل إلى ستة أشهر كإجراء لتفادي التجمعات والاختلاط والحد من انتشار فيروس كورونا المستجد- كوفيد 19 والذي ارتفعت أعداد الإصابات به بشكل متزايد مؤخراً..
تأجيل افتتاح المدارس وتعقيمها وما إلى هنالك من إجراءات لن يكون حلاً لعدة أسباب، أدناها وجود عشرات الطلاب في غرفة صفية واحدة لا تتجاوز بضعة أمتار، وتوقف التعليم قد يكون له الأثر الأسوء على صحة الأبناء العقلية والنفسية، لذلك لا بد من العمل على رفع مستوى وعيهم وتثقيفهم الصحي وكيفية حماية أنفسهم لتجنب انتشار العدوى ولا سيما أن الكثير من أبنائنا معتادون على تبادل أغراضهم الشخصية، وحتى مشاركة طعامهم.
لكن ماذا يحدث خارج أسوار المدارس؟ هل أبناؤنا بحماية تامة من الفيروس.. وحجر دائم في منازلهم!! الإجابة بالطبع لا.. فمحاربة الفيروس تكون بالعلم وليس بالجهل، ومواجهته تتم من خلال تبني عادات صحية واتخاذ نمط حياة يعتمد على النظافة الشخصية بشكل خاص وتعقيم المكان.
لو كان التعليم عن بعد متاحاً لجميع الطلاب في المناطق كافة لكانت العملية التعليمية أكثر أماناً، لذلك لا بد من إجراءات حقيقية وفعالة تضمن سلامة عودة الطلاب إلى مدارسهم، وريثما يتم ذلك لا بد من تبني استراتيجيات التعليم الالكتروني لأنه أصبح حاجة ملحة بالفعل، فإغلاق مناهل العلم لن يكون حلاً.. والبديل الوحيد هو التعليم الإلكتروني.
وإذا أخذنا بعين الاعتبار أن الأطفال أقل عرضة للإصابة بالفيروس، فحسب تقرير لمنظمة اليونيسف والذي صدر مؤخراً.. ينبغي ألا يعاد فتح المدارس إلا عندما تكون آمنة للطلاب، حيث لا يزال مدى خطر الفيروس على الأطفال غير معروف على وجه الدقة.. فهم قادرون على نقل العدوى من وإلى عائلاتهم أو مدرسيهم الذين هم بالأصل يعانون الكثير من مشاق مهنتهم التي تتطلب الكثير من الجهد والأعباء.
إن استمرار التعليم هو أحد أهم أركان المجتمعات كافة.. لذلك لا بد من وجود بيئة صحية وآمنة لتحقيق ذلك، إذ من غير الممكن أن يكون التعليم على حساب صحة أبنائنا فنكون بذلك الخاسرين بكلتا الحالتين.
أروقة محلية – عادل عبد الله