الثورة أون لاين- ديب علي حسن:
في سباق المسافات الطويلة والمحمومة إلى البيت الأبيض يبدو أن على العالم أن يدفع كثيراً من الأثمان التي بدورها يجب أن تصب في خزائن العم سام لا يهم من كان الواصل إلى الإدارة، ويقود أربع سنوات عينه فيما بعد على أربع أخرى إذا كانت دورته الأولى..
ترامب الطامح إلى ولاية ثانية لم يدخر جهداً في سبيل العودة والمقدمة للكيان الصهيوني محرك اللوبيات اليهودية، التي تلعب دوراً كبيراً في السباق وحسب الأسهم التي يقدمها كل مرشح، يضاف إليها رصيده السابق مضاف إليه الحالي وما يخطط له في حال وصوله.
ترامب لم يقصر في الضخ بهذا المجال من العمل على ما أسماه صفقة القرن إلى ما يجري تحت الطاولة وفوقها وقد صار جهاراً من تطبيع كان هرولة وصار الآن احتضاناً.
تتوسع دائرة وعوده وعمله، وليست محاولة إعادة حظر التسلح على إيران من خلال الأمم المتحدة، إلا ورقة من مجموعة أوراق بعضها احترق وبعضها الآخر قيد الإعداد والمضي به ليكون عند الطلب..
اللافت في الأمر كله أن العرب هم من يدفع الثمن، بعضهم عن طيب خاطر ومحبة، بل يتسابقون إلى ذلك لا يهمهم ما الذي يحمله هذا الكرم المجاني من مخاطر وجودية على ممالكهم المتهالكة أصلاً… فكيف والعدو الصهيوني لا يراهم إلا تبعاً وأدوات يجب استهلاكها للحظة الأخيرة..
لن يكون سيد البيت الأبيض كان من كان بقادر على هزيمة إرادة الشعب العربي ولا تصفية قضيته المركزية قضية فلسطين.. فهذا زمن المقاومة والنصر وإرادة الحياة وبورصة سباقهم ندفع ثمنها، لكن التاريخ والحقائق تقول إننا نحن من سيربح حرب الوجود والكرامة.