توجّس وقلق..!

قرابة الشهرين تفصلنا عن الانتخابات الرئاسية الأميركية، من المؤكد أنه حدث أميركي بامتياز له مفاعيله على السياسة الداخلية في أميركا، لكن تأثيراته وتداعياته الخطيرة تتجاوز حدودها لتصل إلى أبعد نقطة عنها، فالشياطين الأميركية ساكنة في كل التفاصيل العالمية لا تغادر صغيرة أو كبيرة إلا وتدس فيها أنفها، وما يزيد الأمور قلقاً وخطورة هذه المرة هو إمكانية التجديد لدونالد ترامب في البيت الأبيض، مع كل ما يمكن أن تحمله هذه الانتخابات من غرائب وعجائب السياسة الأميركية حول العالم، وسواء تم التجديد له أم لا، فإن الشرخ الذي أحدثه بين الأميركيين قد اتسع كثيراً على خلفية ممارساته الهوجاء وتصريحاته المستفزة خلال ولايته، وهو الذي بدأها باحتجاجات الأميركيين عليها وتشكيكهم بحقيقة فوزه المريب، ويقترب حالياً من إنهائها وسط تذمرهم واحتجاجاتهم نتيجة ما ألحقه بهم وببلادهم في ملفات عديدة من ضمنها العنصرية ووباء كورونا.

عدم التجديد لترامب لا يعني أن الأمور قد تنتهي نهاية سعيدة للأميركيين، فمناصروه بدؤوا بإثارة المشكلات منذ الآن، وقد يذهبون بعيداً في ترهيب خصومهم إذا ما طُلِب منهم ذلك، وربما يصعدون أكثر إذا ما هُزم مرشحهم أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، وقد سبق أن هدد ترامب بحرب أهلية أميركية عندما جرت محاولات لتقصير مدة ولايته المثيرة للجدل، وربما ينفذ تهديداته إذ خرج خالي الوفاض من السباق الرئاسي، ولا يمكن لأحد التنبؤ بردات فعله وهو الذي كاد يجرّ أميركا إلى هذه الحرب إثر جريمة قتل “جورج فلويد” العنصرية.

في هذا الخضم الأميركي الساخن ثمة رغبة عالمية بانتهاء حقبة ترامب الكارثية، وهي تتقاطع مع رغبة معظم الأميركيين حسب استطلاعات الرأي، ولكن ثمة طرفين يشذان عن هذا الإجماع، الكيان الصهيوني ممثلاً برئيس حكومته المأزوم بنيامين نتنياهو وبعض الأنظمة العربية “الخليجية” التي ترى في ترامب “مخلصا” أو منقذاً لها من “فزاعة” إيران، ومن الواضح أنهما يسعيان بكل ما لديهما من أوراق لضمان فوزه، فالطرف الأول له تأثير قوي على مجموعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة، وقد يجندها في هذه “المعركة”، بعدما قدم ترامب كل ما يستطيع لإنقاذ نتنياهو، وأما الطرف الثاني فإما متطوع لا يعرف أين تكمن مصلحته، وإما مجبر لا يجرؤ على مخالفة سيده، وقد ينزلق أكثر في نفق التطبيع المظلم، دون أن يدرك أنه سلّم روحه “للشيطان”.

وبانتظار أن يفرز “ثلاثاء” الأميركيين الانتخابي نتيجته، على العالم أن يتوجس ويقلق قليلاً، ولكن أن يتضامن كثيراً لمنع الشرور الأميركية من التطاير، فسياسات الهيمنة والاستعباد والاستغلال والتدخل والعدوان التي تنتهجها واشنطن لن تنتهي بمجرد هزيمة ترامب أو فوز بايدن..!

البقعة الساخنة – عبد الحليم سعود

 

آخر الأخبار
رئيس وزراء ماليزيا يهنِّئ الرئيس الشرع بتشكيل الحكومة ويؤكِّد حرص بلاده على توطيد العلاقات مصير الاعتداءات على سوريا.. هل يحسمها لقاء ترامب نتنياهو غداً إعلام أميركي: إسرائيل تتوغل وتسرق أراض... Middle East Eye: أنقرة لا تريد صراعا مع إسرائيل في سوريا "كهرباء طرطوس".. متابعة الصيانة وإصلاح الشبكة واستقرارها إصلاح عطل محطة عين التنور لمياه الشرب بحمص علاوي لـ"الثورة": العقوبات الأميركية تعرقل المساعدات الأوروبية السّورية لحقوق الإنسان": الاعتداءات الإسرائيليّة على سوريا انتهاك للقانون الدّولي الإنساني سوريا تواجه شبكة معقدة من الضغوط الداخلية والخارجية "اليونيسيف": إغلاق 21 مركزاً صحياً في غزة نتيجة العدوان "ايكونوميست": سياسات ترامب الهوجاء تعصف بالاقتصاد العالمي وقفة احتجاجية في تونس تنديداً بالاعتداءات على غزة وسوريا واليمن رشاقة الحكومة الجديدة والتحالف مع معدلات النمو في حوار مع الدكتور عربش في أولى قراراتها .. وزارة الرياضة تستبعد مدرباً ولاعبتي كرة سلة تأجيل امتحانات الجامعة الافتراضية لمركز اللاذقية انقطاع الكهرباء في درعا.. ما السبب؟ درعا تشيّع شهداءها.. الاحتلال يتوعد باعتداءات جديدة ومجلس الأمن غائب هل تؤثر قرارات ترامب على سورية؟  ملك الأردن استقرار سوريا جزء لا يتجزأ من استقرار المنطقة 9 شهداء بالعدوان على درعا والاحتلال يهدد أهالي كويا دعت المجتمع الدولي لوقفها.. الخارجية: الاعتداءات الإسرائيلية محاولة لزعزعة استقرار سوريا