الثورة أون لاين:
بدأ النقد يتجه نحو قراءات مختلفة لم تكن موجودة سابقا وهي ليست من متن النص أو الكتاب لكنها تمثل جانبا مهما منه ..
بل ويمكن القول انها جزء من هويته البصرية والفكرية ايضا ..بدءا من الغلاف إلى العتبة الأولى التي هي العنوان ومن ثم الاهداءات إن وجدت وطبعا قبلها كلها اسم الكاتب أو المؤلف وما يوجهه من شكر أو تقريظ..
غدا هذا اللون من الدراسات قائما بحد ذاته وصدرت عنه دراسات وكتب كثيرة بعضها مترجم والآخر مؤلف ..
وربما زاد الاهتمام به بعد أن انتشرت السيميائية وعلم الإشارات والدلالات..
ومن بعد إلى بعض المخطوطات العربية القديمة فسيجد فيها الكثير من الرموز والرسومات التي يقال احيانا انها شيفرة أو طلاسم لأمر ما.
ترى هل تتبع الصحف هذه الإشارات وتعمل عليها ..
قبل الصحف يمكن الحديث عن المحلات الشهرية أو الأسبوعية وغيرها …فهذه المطبوعات لم تغفل هذه الإشارات المهمة بدءا من اسم رئيس التحرير ومكان الصدور ومن شارك في التحرير وغير ذلك.
يمكننا أن نقدم أمثلة من مجلة القيثارة السورية الصادرة في اللاذقية عام ١٩٤٨ وقبلها صحيفة النهضة في طرطوس ومن ثم مجلة الثقافة في دمشق وهي غير مجلة الثقافة للراحل مدحت عكاش ..وكذلك نشير إلى مجلة الهلال المصرية والمعرفة السورية وقبل ذلك مجلة مجمع اللغة العربية بدمشق..
وكوننا نعمل بالصحافة اليومية لم نكن نجد مثل هذه العتبات مثل اسم رئيس التحرير، مديري التحرير، أمناء التحرير..
ربما كانت الأسماء تذكر بملحق صحيفة الثورة عندما صدر عام ١٩٧٦ م
اما في الصحف اليومية فقد تأخر الامر كثيرا ومن باب نسب الامر الى صاحبه نشير إلى أن الاستاذ الدكتور جورج جبور كان اول من اقترح ذلك على أحد رؤساء تحرير صحيفة الثورة الراحل محمود سلامة ..ودرجت هذه العتبات لتكون موجودة في الصفحة الأخيرة أو ما قبلها ..وبعض الصحف تضعها في رأس الصفحة الأولى…
إذن في الصحافة السورية كان قصب السبق في إدراج هذه العتبات من خلال اقتراح الدكتور جورج جبور الذي عرف بالكثير من الاقتراحات التي ترسخت على أرض الواقع كيوم اللغة العربية وغيره من الاقتراحات التي يأتي ذكرها حين حلولها زمنيا.