الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
مزاعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنقاذ سياسته المنحازة لمصلحته التجارية والرئاسية أمام الشعب الأميركي لا تتوقف، فهو يخرج من حيلة ماكرة ليقدم على أخرى أخبث منها، والآن مع أقل من شهرين لانتخابات 3 تشرين الثاني القادم يحاول “استرحام” الأميركيين لإعادة انتخابه عبر استمالة تعاطفهم باستخدام وباء جائحة كورونا الذي كشف هوة النظام الصحي الأميركي وعنصرية ترامب بتجاهله للجائحة واستهتاره بأرواح شعبه.
ترامب أظهر الكثير من الحماقة تجاه شعبه، وتصريحاته المثيرة للجدل والمخالفة للأطباء والعلماء شاهدة على تهوره، فأصبح محط سخرية الجميع داخل وخارج أميركا، وجديد مزاعمه، بشأن الجائحة الوبائية، هو أنه حاول التقليل من مدى خطورة كوفيد-19 من أجل تجنيب الأميركيين “الهلع” على زعمه.
ووفق تسجيلات صوتية لمقتطفات من مقابلة أجراها معه الصحافي الأميركي المخضرم بوب وودورد في 19 آذار الماضي ونشرت أمس الأربعاء، زعم ترامب أنه قلل من خطورة كورنا من أجل تجنيب الأميركيين “الهلع”، ورغبته في تقليل مدى خطورة الفيروس، وذلك وفق ما أوردت شبكة “سي إن إن” التي اطّلعت على كتاب “غضب” المقرّر نشره في 15 أيلول الجاري.
وفي مقابلة أخرى مسجّلة في 7 شباط الماضي، قال ترامب لوودورد إن الفيروس “ينتقل عبر الهواء”، رغم أنه كان يسخر دائماً من الناس الذين يضعون كمامات في الأسابيع والأشهر اللاحقة، واستغرق الأمر حتّى تمّوز الماضي قبل أن يقتنع بوضع كمامة خلال ظهوره العلني.
هذه التصريحات تفاقم الضغوط على ترامب، وتظهر الاستطلاعات أن نحو ثلثي الأميركيين غير راضين عن طريقة إدارته للأزمة الصحية، وتطوله اتّهامات بأنه يقلّل من مدى خطورة الأزمة من أجل تعزيز فرص فوزه بولاية رئاسية ثانية.
وحول الكتاب المزمع نشره بعد أيام يبدو أنه يثير استفزاز ترامب كثيراً، وهو ما يظهره حالة الغضب التي تنبعث من تصريحاته، حيث ندد في تصريح للصحافيين في البيت الأبيض بالكتاب ووصفه بأنه “عملية اغتيال سياسي جديدة”.
فيما كان أوضح في مقابلات سابقة مع وودورد، أنه كان مدركاً أنّ الفيروس “فتّاك” وأكثر خطورة بأشواط من الانفلونزا العادية، لكنّه كان يطمئن دوماً الأميركيين مطلع 2020م بأن الفيروس ليس خطيراً وبأنه “سيزول” من تلقاء نفسه.
أمام هذه التطورات الجديدة يتوقّع مراقبون أن يوفّر الكتاب حججاً جديدة سيستخدمها “الديمقراطيون” الذين يعتبرون أنّ ترامب فشل في تحضير الأميركيين لمواجهة خطورة تفشي الفيروس وفي قيادتهم نحو الاستجابة المناسبة.
وقال خصمه المرشح الديمقراطي جو بايدن أثناء تجمع انتخابي في ميشيغان إن ترامب “كان يعلم كم كان (الفيروس) مميتاً.. كذب على الشعب الأميركي.. كذب عن دراية وعن قصد بشأن التهديد الذي كان يشكله (الفيروس) على البلاد على مدى أشهر.. لقد كانت خيانة حياة أو موتاً للشعب الأميركي”، مبيناً أن الركود الاقتصادي الذي تعاني منه الولايات المتحدة سببه سوء إدارة ترامب للوباء.
ورغم كذب ترامب المتواصل إلا أنه كان هناك من يتماهى معه حيث كان يحظى بدعم الخبير الكبير في الأمراض المعدية أنطوني فاوتشي الذي كان يقول للرأي العام بشكل مستمر إن الفيروس يتطلب استجابة صارمة، حتى عندما بدا الرئيس يقول أمراً مختلفاً.