الثورة أون لاين- أدمون الشدايدة:
بعد أن بدأت موازين القوى الدولية تتبدل وتتجه بعكس الاتجاه الأميركي، لصالح مفهوم الأقطاب المتعددة، سارعت واشنطن لنشر فوضاها الهدامة في مختلف بقاع الأرض، ووجهت سهامها المسمومة تجاه كل دولة تناهض سياستها العدائية، ومن هذه الدول الصين، حيث رفعت منسوب التوتر معها على مختلف الأصعدة والجبهات، وهي لا تزال تمارس اعتداءاتها واستفزازاتها الممنهجة ضد بكين، والتي من المحتمل أن تصل إلى حد التصادم العسكري، بحال واصلت الولايات المتحدة سياستها العدائية تلك.
وفي ظل التوتر المتصاعد الذي تثيره واشنطن مع بكين حول عدة مواضيع، مثل هونغ كونغ والتنافس التكنولوجي والتجسس والتجارة وغيرها، والذي عززته حرب ترامب التجارية، جددت الصين تأكيدها بأن أميركا تهدد السلام في بحر الصين الجنوبي، و تشكل “أكبر خطر” للسلام في المنطقة.
وخلال اجتماع افتراضي مع نظرائه في رابطة دول جنوب شرق آسيا “آسيان”، أكد وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، أن الولايات المتحدة تخلق التوترات بقصد الاستفادة منها.
وأضاف بحسب ما ذكرته وكالة الأنباء الصينية “شينخوا”، اليوم الخميس: “الولايات المتحدة تتجه لتصبح أكبر محرك للعسكرة في بحر الصين.
وأشار وانغ إلى أن السلام والاستقرار أكبر المصالح الاستراتيجية الصينية في بحر الصين الجنوبي ويمثلان التطلع الاستراتيجي المشترك للصين ودول الآسيان. مضيفاً: “تأمل الصين من الدول خارج المنطقة ومن بينها الولايات المتحدة الاحترام الكامل لرغبات وتطلعات الدول في المنطقة بدلاً من خلق التوتر والسعي إلى الاستفادة منه.
وبخصوص قضية هونغ كونغ شدد وانغ على أنها شأن داخلي صيني مؤكداً أن عدم التدخل في الشؤون الداخلية هو المعيار الأساسي للعلاقات الدولية وأحد البنود المهمة في ميثاق الأمم المتحدة وجميع الدول ملزمة بالامتثال بذلك.
وفي خطوة عدائية جديدة ضد الصين أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية أمس إلغاء أكثر من ألف تأشيرة لطلاب صينيين منذ حزيران الماضي تنفيذاً لإعلان رئاسي صدر في الـ 29 من أيار الماضي بتعليق دخول الطلاب والباحثين الصينيين إلى الولايات المتحدة بمزاعم وجود مخاوف أمنية.
وفي ردها على هذه الخطوة العنصرية أكدت الصين على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها تشاو ليجيان أن الولايات المتحدة مستمرة بممارسة الاضطهاد السياسي والتمييز العنصري، وإن “هذه الخطوة تعتبر خرقاً فاضحاً لحقوق الإنسان”، مشيراً إلى أن الصين تحتفظ بحق الرد على التصرف الأميركي.