لا يتم تفخيخ المشهد في الجزيرة السورية بديناميت التصعيد العدواني وتسعير الجبهة الشرقية بزيوت العربدة الذي تمارس طقوس الإجرام فيه ميليشيا قسد والنظام التركي اللص من فراغ أوعن عبث، فثمة صناع قرار إرهابي يقبعون في غرف الشر الأميركي يرسمون خرائط التأجيج ويصيغون سيناريوهات الإجرام الممارس والفظائع الوحشية المرتكبة، فهم أي ترامب وزمرة إرهابه يريدون للحرب الإرهابية أن تبقى مستعرة في الجغرافيا السورية ليستثمروا فيها سرقة ونهباً لمقدرات الشعب السوري، ويستميتون لتبقى نار الإرهاب متقدة كي تحرق إمكانات صمود السوريين وتعوق عجلة التعافي .
فالمقامرة الأميركية هذه المرة، رغم عبثية جدواها، تأخذ طابع الاستماتة المحمومة لتغيير قواعد المواجهة التي تم ترسيخها ميدانياً ومحاولة إثارة غبار التعمية للتشويش على عملية التحرير المستكمل وللتغطية على ما يجري من جرائم حرب موصوفة وانتهاكات صارخة مثبتة بحق أبناء الجزيرة السورية.
فكل ما يجري من حيثيات تخريبية وتصعيد عدواني في الرقعة الشرقية من الخريطة السورية تخطط له الإدارة الأميركية وتصيغ سيناريوهات تنفيذه الشيطانية، وذلك ليبقى الشرق السوري على صفيح ساخن من فوضى إرهابية تضرب إمكانات ثبات أبناء الجزيرة الذين يقفون سداً منيعاً في وجه مؤامرات ترامب ومشاريعه الاستعمارية، وضد مخططات التقسيم التي تستميت أدوات الانفصال لتكريسها واقعاً هجيناً مشوهاً على الخريطة السورية.
إن إدارة الشر الاميركية تراهن من خلال إشعال المشهد الشرقي على الخريطة السورية على ومضة وهم استعماري لن تلوح في أفق اخفاقاتها مهما لهثت في دوائر النار التي أشعلتها بحطب أدواتها في الجزيرة، فقد اتضح لكل مفاصل الشر الإرهابي في إدارة ترامب وإن كابروا غطرسة أن كل ممارساتهم العدوانية السابقة وأن ما جهدوا لمنع حدوثه من إنجاز سياسي حدث وأحرزته بجدارة وحكمة نوعية الدولة السورية، وأن ما لهثوا لتعطيل تقدمه المتسارع من تحرير يستكمل الجيش العربي السوري بهمة وإرادة أقوى وعزم وتصميم أكتر متانة.
إذأً هو لهاث محموم لاستباق الخسارة المرتقبة هو ما تستميت واشنطن لتحقيقه في الجزيرة السورية، وعكازا إرهابها المهترئان التي تستند على جرائمها لتنفيذ أجنداتها الاستعمارية، نظام تركي إجرامي يسيل لعابه للتوسع واقتطاع أجزاء من الأرض السورية، وميليشيا إرهابية باعت نفسها للشيطان الأميركي واشترت منه أسهم الوهم الانفصالي .
واشنطن ترمي آخر اوراقها المحروقة ليشتعل المشهد الشرقي، لكن يغيب عن بال أحمق البيت الابيض أن ذخيرة إرهابه في أرض المعركة وفي ميدان المقاومة الشعبية تعادل الصفر الميداني، وأن ما يسعى لتحصيله قبل انتخابات بلاده لن يناله ولو صب كل زيوت إرهابه، فمنسوب الرفض الشعبي لوجود قوات احتلاله بلغ ذروته، والرد الميداني للمقاومة الشعبية خير برهان على ان استطالات أوهامه سيقزمها الميدان.
حدث وتعليق- لميس عودة