رقص رئيس النظام التركي رجب اردوغان طويلاً على حبال المراوغة في السماء السياسية لإدلب، واستخدم كل أساليب الكذب في سبيل عرقلة تقدم الجيش العربي السوري في أرض المحافظة للقضاء على الإرهابيين فيها.
أردوغان ظن واهماً، أنه من خلال تأمين الغطاء السياسي لمرتزقته الإرهابيين، وحمايتهم على الأرض، والتخندق معهم في وجه الجيش العربي السوري والحلفاء، والاستثمار بالإرهاب واستخدامه ورقة ابتزاز وضغط، قد يُمكنه ذلك من تحويل الوهم “العثماني الجديد” إلى حقيقة، وأنه بذلك قد يماطل إلى مالانهاية، ويتمكن من البقاء في الأراضي السورية إلى ما شاء.
إلا أن اردوغان نسي، أو تناسى بأن الحقيقة آتية يوماً لا شك فيه، وبأن القضاء على الإرهاب قرار، وإرادة سورية ستتم مهما طال الزمن، وتناسى بأن السيف الذي استله ودخل به الأراضي السورية، ليس سوى سيف “دون كيشوت”.
تهرب رئيس النظام التركي طويلاً، مراراً وتكراراً، من التزاماته التي وقعها مع الجانب الروسي، إلا أن لذلك التهرب ضريبة، لا بد من أن يدفعها، وهو العالم علم اليقين، أن من سابع المستحيلات لاحتلال أن يدوم، وهو سليل سلاطين خبروا عنفوان وكرامة الشعب السوري، شعب أذاقهم طعم الهزيمة، فأدرك “غير معترف” بأن ذلك الكأس سيجترعه يوماً ما، وقد بات قريباً.
كما سقطت إمبراطورية أجداده سابقاً، ها هي امبراطورية اردوغان “الوهمية” تسقط شيئاً فشيئاً، سقط حليفه الإخواني في ليبيا، وجر أذيال الخيبة والهزيمة من البحر المتوسط في مواجهة اليونان، لتكون الهزيمة الكبرى له في سورية، من خلال مواجهة الحقيقة، التي لا مهرب منها، وهي انسحاب جيشه المحتل من الأراضي السورية.
استيقظ الواهم، بعد سلسلة حركات تكتيكية ظنها انجازات استراتيجية كبيرة وعظيمة، ليصحو على حقيقة مريرة وانكسارات لا تعد ولا تحصى، وليجد نفسه غارقاً في بحر من الأزمات، وبحار من الرمال المتحركة، التي خاض بها باحراً، وكل الظن أنها أمواجه المؤاتية، التي أفرد لها أشرعة سفنه.. لتكون الحقيقة أن لا البحار بحار، وما الأشرعة إلا حطام.
حدث وتعليق- منذر عيد
moon.eid0@gmail.com