تنتظر العديد من الشركات الصناعية العامة الانتهاء من إعلان نتائج مسابقة التعيين التي كان قد شارك فيها الآلاف من طالبي فرص العمل مطلع هذا العام، وذلك لترميم الكادر الفني والمهني والإداري في تلك الشركات بعدما طرأ على ملاكاتها العددية تراجع ملحوظ خلال سنوات الحرب العدوانية على البلاد.
فالملاحظ اليوم أن معظم الشركات تشغل خطوط إنتاجها بأقل من العدد المطلوب من اليد العاملة، الأمر الذي يساهم في إنهاك العامل الذي يضطر أحياناً للإنتقال من موقع لآخر على خطوط الإنتاج لمتابعة العملية الإنتاجية، إلى جانب ذلك فإن قلة عدد العمال أدى إلى توقف خطوط وآلات وبالتالي خسارة في حجم الإنتاج المفترض.
المفارقة الأهم هنا والتي يجب الانتباه لها أنه وبالنظر إلى قدم الآلات الموجودة في بعض شركاتنا الصناعية، فإن رفدها بكوادر جديدة ضروري جداً لنقل الخبرة والمهارة للأجيال الجديدة بما يضمن استمرار عمل تلك الآلات وصيانتها بالشكل المطلوب، بعد أن ندر وجود من هو خبير بها، وهذا أحد العوامل التي استدعت الإلحاح بطلب كوادر جديدة لتتعلم من الكوادر الحالية، وتستفيد من الخبرات الموجودة حالياً، والتي بعضها قارب أن يصل إلى سن التقاعد.
إن النهوض بالقطاع العام الصناعي وإنعاش العملية الإنتاجية يستلزم تأمين مستلزمات هذا النهوض، وإن كان هناك ما يحتاج أن نضيء عليه في هذا السياق، فحسبنا هنا الإشارة إلى ضرورة رفد تلك الشركات بالكوادر الفنية والمهنية والإدارية، لكونها تعاني نقصاً حاداً يتطلب معالجة سريعة.
وإن كان إعلان وزارة الصناعة عن المسابقة مطلع هذا العام قد أنعش الأمل لدى الكثير من إدارات الشركات الصناعية بقرب حل مشكلة النقص في اليد العاملة، إلا أن طول مدة الانتظار هذه استدعت السؤال عن الأسباب التي أخَّرت إصدار نتائج المسابقة، وحرمت الشركات كل هذه الأشهر من ترميم كوادرها العاملة وسد العجز الحاصل لديها.
حديث الناس- محمود ديبو