لا يمكن فصل التحركات التي تقوم بها الإدارة الأميركية على جانبي الحدود السورية العراقية عن بعضها بعضاً، سواء أكان ذلك لجهة نقل الشاحنات المحملة بالأسلحة والمعدات اللوجستية من العراق إلى سورية، أم بنقل إرهابيي داعش وبعض متزعمي التنظيم الإرهابي بالاتجاه المعاكس، بل هي مترابطة وتتم وفق خطط مرسومة بعناية في واشنطن، الهدف منها تعزيز قدرات الاحتلال الأميركي في أرياف الحسكة ودير الزور وتسهيل عمليات نهب وسرقة النفط السوري من هذه المناطق.
كما لا تخرج عمليات القتل والتصفية لبعض متزعمي داعش في السجون التي يديرها الأميركيون وميليشيا قسد التابعة لهم، والتي تقوم بها القوات الخاصة الأميركية بين فترة وأخرى لا تخرج عن الخطة الأميركية الأوسع المرتبطة بتدوير تنظيم داعش الإرهابي بحسب رياح الأطماع الأميركية، وذلك في سياق استثمار مستمر ومكشوف للتنظيم الذي تم تصنيعه خصيصاً لخدمة السياسات المشبوهة لإدارات البيت الأبيض المتعاقبة.
وكل الأفعال الخارجة على القانون الدولي من جانب الاحتلال الأميركي وأداته قسد في ريفي الحسكة ودير الزور يرفضها أبناء المنطقة جملة وتفصيلاً، والانتفاضة المتصاعدة التي تشهدها العديد من القرى والبلدات أبرز دليل على هذا الرفض، وكلما أمعن الأميركيون وأتباعهم بممارسة العنف والعدوان على السوريين هناك يجدون بالمقابل مقاومة قوية ومتينة من أهلنا هناك، ويوازيها في الوقت نفسه رفض دولي متصاعد ومعلن سيتجسد قريباً بشكل تحركات قانونية في المحافل الدولية المعنية، ضد كل الأطراف المشاركة في سفك دم السوريين ونهب ثرواتهم وممتلكاتهم.
وإلى أن نصل مرحلة طرح موضوع الوجود العسكري الأجنبي غير الشرعي في الأراضي السورية ومناقشتها في الهيئات الدولية وخاصة في مجلس الأمن الدولي، يجب توثيق كل الانتهاكات والفظائع التي ارتكبها وما زال يرتكبها الأميركيون وأدواتهم الإرهابية في الأراضي السورية، والتي أبسط ما يمكن توصيفها بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، والتي تستوجب في النهاية سوق مرتكبيها إلى المحاكم الدولية ومحاسبتهم على كل الجرائم والموبقات التي ارتكبوها بحق سورية والسوريين.
حدث وتعليق- راغب العطيه