الثورة أون لاين- سلوى الديب :
جمعتنا الصدفة في شهر تموز في بيت المغترب ليحدثني ويسهب في الحديث عنه رئيس رابطة أصدقاء المغترب في حمص الراحل بسام كبا ويدعوني لحضور حفل تكريم الفنان التشكيلي الراحل بسام الجبيلي في بيت أصدقاء المغترب ، كونه أحد أبرز المؤسسين له، ولتشاء الأقدار أن يرحلا معاً بفارق يومين، التقينا مع بعض أصدقاء الجبيلي لنسلط الضوء على جزء من تجربته الفنية الرائدة:
رئيس جمعية العاديات في حمص الدكتور نزيه بدور قال: الفنان التشكيلي بسام جبيلي يرحل ويبقى صدى ضحكاته معرشاً في حديقة الفنون في قلب مدينة حمص.
الفنان المتواضع الجميل الطيب أحد الثوابت الحمصية التي شكلت وعي المدينة الثقافي.
ولد في مدينة حمص عام 1946م، وترعرع في أسرة محبة للرسم والفنون فظهرت موهبة الرسم لديه في سن مبكرة، ونال عدة جوائز على لوحات من رسمه في فترة الدراسة الابتدائية.
أتم الراحل دراسته الجامعية في كلية العلوم الاقتصادية بجامعة حلب، وتخرج منها عام 1971م, وقد وشارك في العديد من المعارض الجامعية في مدينة حلب أثناء دراسته.
هو عضو في اتحاد الفنانين التشكيليين في حمص وعضو في هيئة تحرير مجلة السنونو ومشرف على تصميمها الفني.
شارك في العديد من المعارض السنوية لوزارة الثقافة و نقابة الفنون منذ عام 1972م وله مساهمات صحفية عدة ونشر عدة مقالات.
بسام جبيلي النحات, المصور والناقد الذي كان من أكثر فناني سورية قدرة على صياغة رؤية نقدية حول الفنان التشكيلي.
فهو فنان مثقف متميز ذو موهبة عبقرية وطاقة فنية لا تنضب عاش ورحل عاشقاً لمدينته حمص مفتوناً بسحرها.
وتحدث عن تجربة الراحل الفنان والناقد التشكيلي أديب مخزوم ، قائلاً:”شكل رحيل الفنان التشكيلي جبيلي خسارة كبيرة للحركة الفنية التشكيلية في سورية والعالم العربي، فهو من الوجوه الفنية التي برزت منذ السبعينات، وتميز بأسلوبه الخيالي المستمد من إيقاعات الأشكال الإنسانية المحورة والعناصر الحيوانية والطيور.. وضمن صياغة هادئة ورصينة ودقيقة ، ولقد انطلق من آفاق تشكيلية خاصة، أكدت في كل مرة على إمكانية الدخول إلى رؤى جديدة تعتمد على حركة الخطوط التي تجدد العناصر والأشكال وتمتلك القدرة على الإمساك بالنسيج الأسلوبي الخاص، القائم في جميع مراحله الفنية على هواجس الجمع مابين العناصر الواقعية والميتافيزيقية والغرائبية والمناخ التلويني الشاعري الذي يصل إليه بوسائل تقنية منوعة وخاصة.
هكذا زاوج ما بين الأشكال الإنسانية المحرفة والمحورة (ولاسيما عناصر المرآة) المستمدة من الواقع الحياتي الريفي أو التاريخي وبين المنطلقات التصويرية الحديثة في أبجديتها التعبيرية الخيالية والرمزية والسريالية للوصول إلى نفحة تصويرية ذات بنية غرافيكية قائمة على التحولات الشعورية واللاشعورية التي يعيشها الفنان أثناء إنجاز لوحته الفنية، وهذا يعني أن تنويعات تجاربه المتواصلة على مدى نصف قرن، طرحت أمام المشاهد بعض الهواجس الجمالية، وأعطت لوحاته قدرة في تجسيد أدق درجات الدقة في صياغة تفاصيل المشهد الخيالي ، وصولاً إلى الانفتاح على الطرق الحديثة في التلوين التلقائي الذي يحرك العناصر والأشكال والرؤى المرتبطة في دلالاتها الخيالية والواقعية بعناصر الأيقونة وبفنون عصر النهضة وصولاً إلى توجهات اللوحة الحديثة، من ناحية أخرى تنوعت تجارب الراحل جبيلي بين الرسم والنحت والاستفادة من التقنيات الحاسوبية وما تمنحه معطيات التطور التكنولوجي والبرمجة الكمبيوترية حيث أبدى في السنوات الأخيرة مهارة في مجال تحريك العناصر التشكيلية بالوسائل التقنية الرقمية، وعلى صعيد النحت عمل ومنذ البداية على ترويض الكتل الحجرية والخشبية والجصية، وأخذنا إلى تجسيمات فراغية لأشكال تجريدية هندسية توحي ببعض العناصر والرموز وتبرز جوهر العلاقة المتداخلة والمتبادلة بين تجاربه التصويرية والنحتية ، وقد قام الجبيلي إلى جانب تخصصه في العلوم الاقتصادية كرس المزيد من الجهد والوقت لبحوثه التشكيلية في مجال الرسم والنحت ، وقد أقام عدة معارض فنية فردية إلى جانب مشاركاته الدائمة والمتواصلة في المعارض الجماعية الرسمية الخاصة.