الثورة اون لاين -ديب علي حسن :
في ظل هذه المتغيرات السريعة والمتلاحقة على الصعيد المعيشي الذي يشد خناقه على الكثيرين منا نتيجة الحرب العدوانية على سورية وتبعات الحصار الاقتصادي الظالم …في ظل هذا كله لابد دائماً من البحث عن منافذ ورؤى تعمل على التصدي لما نواجه والخروج منه بأقل ما يمكن من الخسائر.
ومن الطبيعي أن يكون التخطيط سيد الموقف، من هنا يمكن للمتابع أن يقف عند الكثير من الخطوط العريضة التي تم الحديث عنها من خلال الإعداد لموازنة ٢٠٢١م والتي تبدو أرقامها وقد حققت قفزة عالية.
في ظل هذا الواقع الذي تم التأكيد فيه على الدعم الذي يقدم للمواطن سواء أكان الخبز أم المشتقات النفطية وغيرهما من المواد الأخرى..فهل ننسى الواقع الصحي وما تفرضه الإجراءات الاحترازية للتصدي لفيروس كورونا وما يتطلبه القطاع الصحي من دعم يزداد.
الأرقام المخصصة التي تبشرنا بها الخطوط العريضة للموازنة ..هي امتحان الغد وما يحمله من متغيرات ومستجدات أيضاً تم لحظها وتخصيص مبالغ لها إذا ما حصلت..بالتأكيد هذه خطوة استباقية جيدة وتحسب للحكومة وتخرجها من دائرة الاتهام بأنها لم تستعد وتوفر عناء الإجابات التي لا ترضي أحداً كالقول لم نكن نتوقع.
بكل الأحوال الأرقام التي تم الحديث عليها يعني أنها ستكون ملموسة تنفيذاً على أرض الواقع خلال العام القادم، وهنا نقف عند مفردة واحدة منها ألا وهي الحديث عن لحظ الموازنة أو إتاحتها الفرصة لتأمين ٧٢ ألف فرصة عمل.
في ظل هذه المتغيرات الرقم ليس عادياً..بل يدعو للتفاؤل والأمل أن ثمة بنية حقيقية في العمل والإنتاج قد عادت وأقلعت، وأن الموارد المالية التي يجب أن يتم توفيرها لهذا الرقم هي فعلاً قيد التحقق وليس الأمر مجرد وعود.
وكنا قد اعتدنا في السنوات الماضية على سماع مثل هذا الرقم بل أكبر من حيث تأمين فرص العمل …لكن الواقع كان مختلفاً تماماً، وربما لو تم تنفيذ ربع ما تم الحديث عنه لما كنا نرى أعداد العاطلين من العمل تزداد..طبعاً فرص العمل ليست مسؤولية الحكومة وحدها بل يجب أن يشاركها القطاع الخاص ..لكن للأسف لم يكن ملاذاً آمناً خلال السنوات الماضية ما جعل كما هو بشكل دائم-العمل الحكومي الملاذ الذي لايخذل أحداً.
ننتظر التنفيذ على أرض الواقع وما يجعلنا نشعر بنوع من الطمأنينة أن الموازنة تحدثت عن مبالغ مرصودة للمتغيرات بمعنى آخر لن يكون بمقدور أحد عند جردة الحساب فيما بعد أن يقول إن ما تم رصده لفرص العمل استهلكته المتغيرات التي وقعت …نأمل أن نصل إلى اللحظة التي نقول فيها إن الأرقام صارت حقائق على الأرض وهذا الدليل ..وإن غدا لناظره قريب.