عندما يزهر ياسمين دمشق من جديد ببطولات يسطرها جيشنا العربي السوري في غير مكان، تحيلنا فنون الأدب على تنوعها في الرواية والشعر والقصة والمسرح إلى نوع آخر من الإبداعات المرصعة بالذهب والعابقة بذكريات لأبطال خاضوا معارك البطولة والشرف والتضحيات في ميادين العزة والكرامة.
ولأن الأدب بأشكاله كافة هو مرآة حقيقية لما يدور بين جنبات الأوطان، ومهمته وقبل كل شيء توثيق مايجري من أحداث وأيام استطاعت حرب تشرين التحريرية التي نعيش ذكراها ال 47 أن تحتل المكانة الأولى في سجلات الأدباء ونتاجاتهم المختلفة في ألوانها.
ومن الأهمية بمكان اليوم ونحن نعيش هذه الذكريات التي عايشنا بعضاً منها أن نعيد إلى الذاكرة ماكتب عن هذه الحرب المهمة والتي شكلت في عظمتها علامة فارقة في تاريخ الوطن، لأنها أحدثت نقلة نوعية في معنى المقاومة ومعنى أن تقدم الأرواح قرابين للوطن وفي ساحات الشرف، وكيف استطاع الجيش العربي السوري أن يقهر أسطورة جيش الاحتلال الإسرائيلي التي لطالما ادعى أنها الأسطورة التي لا تقهر.
ورغم ماأبدعه الأدباء شعراً ونثراً وأهمية ماكتب ونذكر منها على سبيل المثال لا الحصر رواية دمشق الجميلة لأحمد يوسف داود، المرصد لحنا مينة، وأزاهير تشرين المدماة لعبد السلام العجيلي، وصخرة الجولان كتبها على عقلة عرسان.. والكثير من القصائد المنثورة في بطون الكتب وبعضها تصدح به حناجر الفنانين، لكن تبقى الصورة قاصرة إذا لم توثق تسجيليا عبر فيلم توثيقي أو دراما تلفزيونية، في زمن أصبحت الصورة هي سيدة الموقف والحدث.
ولأن الفن بات في متناول الجميع عبر الشاشة الفضية، فلا بد أن تكون بوابتنا إلى الأجيال نكرس من خلالها معاني البطولة والانتماء والتضحية من أجل الوطن، وأن وطننا يستحق أن نبذل من أجله الغالي والنفيس، ولنا في حرب تشرين مثالاً وإنموذجاً نستنهض الأجيال للسير على نهجها.
وما أشبه اليوم بالأمس وجيشنا يتابع نضالاته ضد العدو، ويسجل من جديد في سفره المرصع بالذهب حكايات بطولة لم يجف حبرها بعد، فعلى أقدامهم يسقط المحال.. وتورق الرجولة والرجال.
رؤية- فاتن أحمد دعبول