مما لاشك فيه أن حرب تشرين التحريرية مستمرة اليوم وغدا في كل أداء بطولي للشعب السوري، والتآمر أيضا مستمر علينا وعلى من ابدع في حرب تشرين وغيرها من معارك الشرف والشهادة وابتكر وسائل النصر وغير مجرى التاريخ فكان بحق قادرا على أن يحطم أدوات تآمرهم وخذلانهم .
تشرين ومآثره وبطولاته صورة محفورة في ذاكرة السوريين، ففي السادس من تشرين عام ثلاثة وسبعين وتسعمئة وألف انطلقت جحافل جيشنا الباسل وعلى التوازي مع الجيش المصري لتقض مضاجع العدو الصهيوني وقد استطاعت قواتنا الباسلة تسطير ملاحم بطولية رائعة سجلها التاريخ بحروف من نور .
يمر تشرين بنا ولا يعطينا ذكرى، بل نضيف إلى ذاكرته ذواكر أخرى، فحرب تشرين لم تكن حدثا ماضيا انقضى وانتهى, بقدر ما هي الشعلة التي أنارت الدرب للأجيال، واليوم نعيش تشرينَ متجدداً بانتصارات قواتنا المسلحة المستمرة .. ليصل الماضي بالحاضر.. ولتؤكد الأيام أن جيشا كالجيش العربي السوري تربى على عقيدة وطنية وقومية سليمة لايمكن له أن يضام مهما كان الثمن والتضحيات ..
ليس من باب المصادفة أن يعيد تشرين بأيامه وساعات المواجهة المحتدمة على الأرض، رسم حكاية إضافية في وجدان السوريين، وهو الذي يحمل ما يكفي من محطات سياسية ووطنية تجاوزت عقودها الماضية.
نعم .. هاهو تشرين يعود وقد تصدّرته صورة الماضي لكن بلبوس الحاضر، وكما أحدث فارقاً في التاريخ العربي آنذاك، يبدو أنه القادر على إحداث الفارق في تاريخ العرب وربما العالم .
سنون عديدة مرت على حرب تشرين التحريرية وفي كل يوم نعيش انتصاراتها وكأنها بالأمس القريب كانت.. إنها حرب الانتصار والابتهاج والعزة والكرامة, إنها الفرحة الراسخة في وجدان كل شريف على هذه الأرض …ذكرى تشرين كما وصفها الشاعر الكبير نزار قباني :
جاء تشرين إن وجهك أحلى بكثير .. ما سره تشرين..
رؤية – عمار النعمة