ثورة اون ﻻين -آنا عزيز الخضر :
يعود إلينا السادس من تشرين، محملاً بعبق العزة وزغاريد الغار الصادحة في الآفاق، معلناً أن النصر يتحالف معنا لأننا أصحاب حق.. يعود بذواكر تحيي قوافل الشهداء – شعلة الأيام. الشهداء الذين نذروا النفوس الأبية أضاحي زمن بهي، يصنعونه للأجيال…
محطة تتجلى عبرها معاني الكرامة، فالنفوس شغوفة بها، تبتهج بها إجلالاً للكرامة والنصر، ومهما قيل فيها، لن يضاهي صنيعها، ولن تفيها حقها الثقافة، مهما صنعت من أعمال. ذلك أنها الوثيقة الأكثر بهاء وإباء، فكم أقيمت عروض مسرحية احتفالية تكريماً لها، وكم صنعت أفلاماً ﻻتعد وﻻتحصى، و«جاء تشرين» أساطير من لحم ودم، وغيرها الكثير من الأفلام..
رغم ذلك يقول قائل، لم نفيها حقها مثلما أكد الدكتور «سمير جبر » الذي شارك كمصور في حرب تشرين، وإليه يعود التوثيق للمعارك التي دارت حول مرصد جبل الشيخ، ورفع العلم السوري فوق قمة المرصد، وقد حدثنا الدكتور عن الواقعة الشهيرة قائلاً:
«نستطيع عمل عشرات الأفلام عن أبطال الجيش العربي السوري وهذا فخر لكل منا، وﻻ تفيه حقه أو توازي الإنجازات التي تحققت على أيديهم، وقد تحدثت في الاحتفالية عن استرجاع مرصد جبل الشيخ من قبل أبطال القوات الخاصة، ورفع العلم السوري فوق المرصد، وهي المادة الوثائقية المصورة في حرب تشرين من الخطوط الأمامية للقتال ..
لقد كان لي شرف مرافقتهم وتصوير كل ذلك، ودخلت هذه المادة المصورة في عشرات الافلام عن حرب تشرين، فلم تعترف إسرائيل بسقوط المرصد إلا بعد أن تم عرض، رفع العلم العربي السوري فوقه»..
تابع الدكتور «جبر» حديثه حول الاحتفالية السينمائية التي أقامتها المؤسسة العامة للسينما بالتعاون مع اتحاد نقابات العمال ، وكانت بعنوان (تشرين اكتمال النصر المدهش) حيث عرض فيلمين تسجيلين، وعرضت مادة بصرية من إعداد (عوض القدور ) أضاءت محطات وطنية عديدة وتضحيات الجيش العربي السوري التي لم تتوقف يوماً، وقد تكاملت مواد الاحتفالية بحضور الدكتور «سمير جبر» الذي أجمع الكثيرون على أنه الموثق الأهم لبطوﻻت الجيش العربي السوري واستبساله في معركة المرصد ، وقد تناول حديثه العمليات التوثيفية لحرب تشرين والتضحيات، التي بذلها الجيش العربي السوري في هذه الحرب