مازالت منظومة العدوان على سورية بقيادة واشنطن تحاصر السوريين بلقمة عيشهم وقطرة مائهم وعلبة دوائهم.. مازالت أذرعها- من نظام تركي وإرهابيين مرتزقة- تعتدي وتحتل الأرض وتغزو القرى والمدن، ومازالت إداراتها العدوانية تدعم الإرهابيين والميليشيات الانفصالية في الجزيرة السورية التي تمثل مجموعات (قسد) الإرهابية عمودها الفقري.
مازالت عواصم العدوان الغربي تؤجج الأوضاع الميدانية وتعرقل الحلول السياسية، ومازال مندوبو دولها في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية يضللون العالم ويفبركون المسرحيات ويزورون الحقائق ويكتبون تقاريرهم المزيفة بناء على أجنداتهم المشبوهة، ومازال زملاؤهم في مجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان يمارسون التضليل والدجل ذاته والضغوط السياسية ذاتها.
لكن منظومة العدوان لم تعتبر بعد من دروس الماضي، ولم تتعظ على ما يبدو من خيباتها وهزائمها، ولم تستفد من الحقيقة التي تقول أن أصحاب الحق الذين دحروا الإرهاب على مدى عشر سنوات سينتصرون لا محالة، وأكبر دليل أنهم انتصروا عليه وحرروا معظم مساحاتهم الجغرافية التي دنسها الإرهابيون بإمكاناتهم المتواضعة وإرادتهم وعزيمتهم وإيمانهم بحب وطنهم وأرضهم.
لم يدرك أقطاب العدوان أن الجيش العربي السوري يحقق في كل صباح انتصاراً جديداً في معركته ضد الإرهاب، وأنه دحر العدو الصهيوني ومشغليه، وهو بذلك يطوي صفحة أحلامهم وأطماعهم الاستعمارية المشبوهة إلى الأبد.
لم يدركوا أن ذكرى حرب تشرين التحريرية التي مرت أمس مازالت الضوء الذي يستمد منه السوريون قوتهم وعزيمتهم والنبراس الذي يستلهمون قيمه ومعانيه، وأن الذكرى ضوء متصل يمد اليوم جيشهم الباسل بكل العزائم ليتقدم على الأرض ويدحر الإرهاب، وأن هذه الجيش المؤمن بقضيته ستعيد الأمل إلى نفوسهم ليعيدوا بناء وطنهم، ويعيدوا الأمن والأمان إلى مدنهم وقراهم، وإن غداً لناظره قريب.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة