رغيف الخبز ..و رحلات الشقاء المضنية

الثورة أون لاين – حسين صقر:

كهل هنا وطفل هناك، و أرملة أو ثكلى تلملم جراحها، هارب أو مأذون من عمله، وقد ملأ الخوف قلبه مما ينتظره، يتزاحمون على أبواب الأفران والمؤسسات للحصول على قوتهم، حتى باتت رحلة الحصول على رغيف الخبز وبضع كيلوات من السكر والأرز رحلة شاقة ومضنية، وذلك نتيجة غياب الآليات الصحيحة والتجاوزات والمحسوبيات، وندرة المحاسبة، وغياب الضمائر التي توكل لهم مهمة توزيع تلك المواد لمستحقيها ولأصحابها، وفور وفرتها نسمع عن فقدانها.
وبحسبة بسيطة، هناك عدد معين من البطاقات العائلية “الذكية” وكميات من السلع توفرها الحكومة طيلة الشهر أو الشهرين، ورغم ذلك نرى الازدحام اليومي على أبواب تلك المؤسسات.
طبعاً السبب الكامن وراء ذلك، بالتأكيد قلة عدد مراكز التوزيع، ويقابلها ندرة في الضمائر، ولجوء البعض من هؤلاء الموزعين لاحتكار المادة وبيعها في السوق، كما عملوا في مادة اللحمة سابقاً، والتي توفرت لفترة قصيرة ثم انعدم وجودها في معظم مراكز الاستهلاكية.
كما أن المسؤولين عن آلية التوزيع، لايتخذون التدابير الصحيحة والآلية المناسبة للتوزيع، كأن تنظم جداول دائمة لكل منطقة، ولا يعطى أي شخص من هذه المخصصات إلا في المكان الذي تم التسجيل فيه، و يعقب ذلك المتابعة عبر اللجان المختصة، وحصر وجود المواد المدعومة في المؤسسات، ومعرفة الكميات الموزعة ومقارنتها بعدد البطاقات، مادام لكل اسم بطاقة ومخصصات، ويمكن أن تبقى شهوراً ولاتمتد اليد إليها، وذلك يعيدنا إلى نظام توزيع بطاقة العائلة سابقاً “البونات” ، حيث بتنا نترحم عليها، فالمعادلة ليست صعبة، هي مجرد مطابقة بين الكميات وعدد المستفيدين، وإذا لم تتوفر الكميات جميعها خلال الشهر الواحد، يمكن لمن أخذ مستحقاته في هذا الشهر ألا يأخذ في الشهر اللاحق، وبذلك أيضاً تتحقق عدالة التوزيع، أو إعطاء فرصة لتوزيع المواد بشكل ربعي، أو كل أربعة أشهر اي على ثلاث دفعات، لكن” الكرم لولا النواطير لكان إنتاجه قناطير “كما يقول المثل.
وبعودة لرحلة الشقاء خلف رغيف الخبز، فهنا حكاية أخرى، ومعاناة مختلفة، إذ صدر القرار لكل بطاقة من شخصين ربطة خبز واحدة، فماذا لو كان كل شخص منهما يأكل فقط رغيف ونصف على كل وجبة أو رغيفين، وماذا لو جاءهم محتاجاً على غفلة، أو ضيفاً أو حفيداً، أو إلى آخره.
وماذا لو حصل هؤلاء على مخصصاتهم اليوم، وكان الفرن معطّلاً، أو معطِلاً في اليوم التالي.
اين يتسوّل هؤلاء رغيف الخبز، بعد أن باتت أسعار الخبز السياحي تفوق الخبز العادي عشرين او خمسة وعشرين ضعفاً، والأوضاع المعيشية للجميع باتت معروفة.
هذا فضلاً عما يقوم به بعض أصحاب الأفران من بيع لمادة الطحين المدعوم، لأن سعر كيلو الطحين يفوق سبع مرات كيلو الخبز .
لذا ومن منطلق الحفاظ على مصلحة المواطن الذي بات الخبز غذاءه الرئيسي، لو يتم إعادة النظر في القرار وزيادة المخصصات ربطة ربطة على كل فئة، على أن تؤخذ بعين الاعتبار حالات الطوارئ، ولاسيما أن الطقس مقبل على شتاء، وخاصة في المناطق الجبلية التي قد تنقطع عنها المؤن أياماً بسبب الحالة الجوية وتراكم الثلوج.
الأهالي يناشدون الجهات المعنية لإيجاد
الآليات المناسبة لتوزيع المواد المدعومة، بهدف تخفيف الازدحام من جهة، والحصول على تلك المواد دون عناء، وضمان وصول مخصصاتهم دون تعرضها للسلب من أصحاب النفوس الضعيفة.
فلو أراد المعنيون ذلك لتحقق، والناس يحدوها الأمل بأن تتغير الآليات والإجراءات المتبعة في ذلك.

آخر الأخبار
زيارة الرئيس الشرع للبيت الأبيض.. تحوّل المسار السوري وتوازنه إقليمياً ودولياً تصريحات أميركية بعد اجتماع الشرع مع ترامب بعد دقائق من دخول الشرع إلى "البيت الأبيض".. الخزانة الأميركية تصدر قراراً مهماً  مركز للتصوير بالأمواج فوق الصوتية في مركز الأورام بمستشفى اللاذقية الجامعي  الرئيس الشرع يصل "البيت الأبيض" ويبدأ محادثاته بجلسة مغلقة إعادة تأهيل 320 مدرسة في إدلب زيارة الرئيس الشرع لـ"البيت الأبيض".. ماذا تريد واشنطن من لقاء دمشق؟ بعد 116 يوماً على اختطافه.. الدفاع المدني يجدد مطالبته بالإفراج عن حمزة العمارين سوريا تطرق أبواب "التحالف الدولي".. هذه أبرز الانعكاسات على الخرائط السياسية والعسكرية   ثلاث مشاجرات وحالة إغماء.. حصيلة يوم في "كهرباء حمص"..!  30 ألف مستفيد سنوياً من خدمات مركز الإعاقة ومصابي الحرب وفد سويسري – ألماني يضع ملامح تطوير التعليم المهني في دمشق أجندة ترامب الشرق أوسطية.. لماذا زار الشرع واشنطن قبل صفقة بن سلمان الكبرى؟ بسلاح الحجة والعقلانية.. الرئيس الشرع يفرض الحوار من أجل إلغاء قانون "قيصر" خلال أقل من عام.. كيف أوصل الشيباني سوريا إلى مكاتب "البيت الأبيض"؟ "رويترز".. هل باتت الوكالة البريطانية الوسيلة الأخيرة لترويج تنظيم "داعش" في سوريا؟ ماذا تعني الاتفاقية الأمنية الجديدة بين سوريا وإسرائيل؟ لماذا يترقب لبنان نتائج زيارة الرئيس الشرع إلى "البيت الأبيض"؟ "تجارة حلب" تبحث تحديات قطاع المواد الكيماوية للأدوية ومواد التجميل بعد ارتفاع تعرفة الكهرباء.. المنتج المحلي عاجز عن منافسة المستورد