الثورة أون لاين – سامر البوظة:
مع عودة التوتر إلى منطقة شرق المتوسط, يؤكد النظام التركي مجدداً نهجه الاستعماري وعدوانيته في التعامل مع الخلافات بشأن الحدود البحرية وحقوق التنقيب عن الغاز في تلك المنطقة, خاصة بعد أن نقضت أنقرة تعهداتها بإيقاف عمليات التنقيب وعاودت إرسال سفنها إلى المنطقة التي تطالب بها اليونان وتقول إنها تقع ضمن مياهها الإقليمية, ناسفة بذلك كل الجهود الدولية لاحتواء الأزمة ونزع فتيل الحرب التي تهدد المنطقة برمتها, والتي تتزايد احتمالات وقوعها خاصة بعد التهديدات التي أطلقها رئيس النظام التركي ضد أثينا وإصراره على المضي في استفزازاته متجاهلاً كل الدعوات والنداءات الدولية التي تطالبه بالتهدئة والتوقف عن تلك الاستفزازات.
وفي ظل تصاعد حدة التوتر أعلن رئيس النظام التركي رجب أردوغان، عن إرسال سفينة جديدة إلى شرق البحر المتوسط لإجراء أعمال التنقيب, وقال في كلمة أمام الكتلة البرلمانية لحزب “العدالة والتنمية”، اليوم الأربعاء، إن سفينة “يافوز” ستتجه إلى البحر المتوسط لإجراء أعمال التنقيب بعد انتهاء أعمال الصيانة.
ولم ينس أن يوجه تهديداته لدول المنطقة وقال: سنواصل إعطاء اليونان والإدارة القبرصية اليونانية، اللتين تخفقان في الوفاء بوعودهما في محافل الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، الرد الذي تستحقانه على الأرض. مؤكداً أنه سيعلن يوم السبت المقبل عن احتياطي الغاز الجديد في البحر المتوسط.
الولايات المتحدة وألمانيا، وكلاهما حليف لتركيا، “أبديا قلقهما” ووصفوا مهمة البحث عن الغاز، بـ”الاستفزازات” وحضتا أنقرة على سحب السفينة، لكن تركيا تحدت الدعوات الدولية وأرسلت سفينة المسح الزلزالي “عروج ريس” إلى المنطقة, والتي بدأت بتنفيذ أنشطة المسح السيزمي شرقي البحر الأبيض المتوسط, بحسب ما أعلنت سلطات النظام التركي.
حيث أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي فاتح دونماز، في تصريحات له عبر اتصال مرئي خلال معرض ومؤتمر الطاقة والبيئة الدولي، نقلتها وكالة “الأناضول” التركية، إلى أن السفينة التركية وصلت إلى موقعها المحدد وستباشر أنشطتها شرقي البحر المتوسط.
وقال دونماز في تصريحاته: السفينة بدأت مد الكابلات الزلزالية على طول نحو 10 كيلومترات في البحر، وأمس أجريت الاختبارات، واليوم سنبدأ تلقي أولى القراءات الزلزالية، ونخطط للعمل مدة 10 أيام. مؤكداً أن التنقيب عن النفط والغاز في البحار هو من أهم المواد المطروحة على أجندة تركيا. مبيناً أيضاً أن سفينة التنقيب التركية “قانوني” أبحرت أمس الثلاثاء، من ميناء “تاشوجو” في مرسين باتجاه ميناء “حيدر باشا” بإسطنبول، ثم ستتوجه إلى ميناء “فيلوس” في ولاية زونغولداق التركية، بهدف إجراء عمليات الصيانة للسفينة لتتوجه بعد ذلك إلى البحر الأسود بهدف البدء بعمليات التنقيب برفقة سفينة الفاتح، المتمركزة في المنطقة.
اليونان من جانبها, شجبت الممارسات التركية الاستفزازية معتبرة أنها تمثل خرقاً للقانون الدولي, وشددت في الوقت نفسه على أن الحوار مع أنقرة مبني على احترام السيادة وحسن الجوار, وهو ما أكده وزير الخارجية اليوناني، نيكوس دندياس، خلال مؤتمر صحفي مع نظيره العراق، فؤاد حسين، أثناء زيارة للعراق, وقال: لطالما صرحت اليونان برغبتها في بدء الحوار مع تركيا على أساس الجيرة الحسنة، وأوضحت أن الحوار بين البلدين معتمد على السيادة بعيداً عن التهديدات، وتركيا تتسبب بحدوث اضطرابات في المنطقة.