الثورة أون لاين – ريم صالح:
فيما الدول الغربية مسكونة اليوم بمخاوف عدم قدرتها على التصدي لموجة ثانية من جائحة كورونا، وتتخبط بإجراءاتها الوقائية، وبينها من يعمل على استثمار هذه الجائحة للابتزاز السياسي كالولايات المتحدة، تظهر روسيا مجدداً لتزرع الأمل بإمكانية التعجيل في التخلص من الفيروس التاجي وإضعافه، حيث أعلنت على لسان الرئيس فلاديمير بوتين أن مركز مدينة نوفوسيبيرسك “فيكتور” سجل اليوم اللقاح الروسي الثاني ضد فيروس كورونا.
الرئيس بوتين الذي قال خلال اجتماع مع أعضاء الحكومة بأن روسيا تعتزم أيضاً تسجيل لقاح ثالث ضد الفيروس التاجي قريبا، لا بد وأنه سيصطدم دول الغرب التي لم تنفك عن مهاجمة اللقاح الأول “سبوتنيك V” ليضع تلك الدول في زاوية فشلها مجدداً.
نائبة رئيس الحكومة تاتيانا غوليكوفا (التي تترأس غرفة العمليات الخاصة بمحاربة انتشار كورونا في روسيا) أكدت من جانبها أن الحزمة الأولى من لقاح مركز “فيكتور” والتي تضم 60 ألف جرعة ستنتج في المستقبل القريب.
القفزة النوعية الروسية تلك لا بد وأنها ستخفف الكثير من المخاطر التي تعانيها شعوب العالم جراء تفشي الوباء، لا سيما وأن روسيا لطالما أكدت أن أي لقاح ستنتجه سيكون في متناول كل الدول الراغبة، خلافاً للولايات المتحدة التي تسعى لاحتكاره، حتى قبل أن تنجح في إيجاده، حيث تم تعليق تجربتين سريريتين في أميركا، وغالباً ما بتنا نسمع بين الفينة والأخرى عن تخبط لهذه الدولة في أبحاثها حول لقاحات كورونا، وتأخر لتلك، أو حتى فشل وإخفاق مدوٍ في تجاربها السريرية، الأمر الذي يدلل بطريقة أو بأخرى، بأن الوصول إلى لقاح ليس في صالح أولئك الذين يدعون حرصهم على البشرية، ولا يخدم مرامي أولئك الذين يدعون بذلهم لجهود جبارة للوصول إلى مصل أو علاج لهذه الجائحة الفتاكة.
يأتي ذلك في وقت لا يزال العالم يعاني فيه من تبعات الفيروس التاجي، الذي يهدد بالمزيد من الانتشار والوفيات والإصابات، الأمر الذي دفع الدول الأوروبية لفرض قيود جديدة في محاولة لوقف الموجة الثانية من انتشار الفيروس المستجد، حيث فرضت هولندا “إغلاقاً جزئياً” لوقف إحدى أكبر موجات انتشار الفيروس في المنطقة، مع إغلاق كل الحانات والمطاعم والمقاهي وفرض تغطية الفم والأنف في كل الأماكن المغلقة للأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 13 عاماً.
وفي بريطانيا دعا زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر إلى إغلاق لمدة أسبوعين أو ثلاثة لإبطاء انتشار الفيروس قائلاً إن الحكومة “فقدت السيطرة” على الانتشار مع تجاهلها الإجراءات التي اقترحها الخبراء في 21 أيلول.
ويتوقع أن يعلن الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون عن قيود جديدة وعن تسريع عملية الفحوصات في مقابلة تبث في وقت متأخر اليوم الأربعاء فيما تتوقع بعض وسائل الإعلام فرض حظر تجول مسائي في باريس ومدن أخرى.
كما شددت إيطاليا بدورها التدابير حيث منعت الحفلات ومباريات كرة القدم للهواة وتناول الطعام في الحانات ليلاً.
ويبقى اللافت هو الموقف الأميركي.. فهل تعجز واشنطن حقاً، وهي المشهورة بتصنيع كل أسلحة الموت والهلاك البيولوجية والجرثومية والكيماوية وغيرها عن إيجاد لقاح للوباء؟!، ثم ما معنى أن تعلق شركة الأدوية الأميركية “إيلي ليلي” المرحلة الثالثة من تجاربها على علاج بالأجسام المضادة بسبب حادث لم تحدد طبيعته أصلاً، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على إعلان مماثل من شركة جونسون اند جونسون في أوروبا؟!.