الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
لا يكف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن إثارة الجدل حول الانتخابات الرئاسية الأميركية، والتشكيك بنتائج التصويت حتى قبل أن تبدأ العملية الانتخابية، فيطرح الكثير من المزاعم والتحليلات التي تؤيد شكوكه حول طريقة التصويت، ما يدل على أنه يعيش كابوس خسارته المحتملة أمام منافسه الديمقراطي جو بايدن، رغم كل مظاهر القوة التي يحاول الظهور بها أمام الأميركيين، ولهذا يحاول شيطنة طريقة التصويت، إلا أن أكثر من عشرة ملايين ناخب أميركي صوتوا عبر البريد حتى الآن.
وفيما التصويت بالمراسلة يتسع نطاقه بسبب وباء كوفيد-19 إلا أن ترامب لا يكف عن إطلاق مزاعمه بالتحذير من أن إرسال بطاقات التصويت بالبريد سيؤدي إلى “عمليات تزوير حجمها غير مسبوق”، على حد تعبيره، ورغم مزاعمه تلك، إلا أن العديد من الخبراء يؤكدون أن الأمور تسير بشكل عادل حتى الآن.
وحول ذلك قال كيفن كوسار الخبير في السياسة الأميركية بمركز “أميريكان إنتربرايز إينستيتيوت” بأن “أخطاء التنفيذ لا يمكن تجنبها طوال العملية”، وأضاف أن “النبأ السار هو أن هذه الأخطاء يتم كشفها بسرعة” بينما يؤكد خبراء آخرون أن التصويت بالمراسلة برهن على أمانته في النظام الانتخابي الأميركي منذ سنوات.
وكان مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) كريستوفر راي طمأن الأميركيين في أيلول في إفادة له أمام لجنة في مجلس الشيوخ، بالقول: “لم نشهد يوماً خلال التاريخ، عملاً منسقاً لتزوير انتخابي خلال انتخابات كبرى، بالمراسلة أو غيرها”.
ووفقاً للمعلومات فقد أرسلت أو طلبت حوالي 75 مليون بطاقة اقتراع بالمراسلة حتى الآن للانتخابات الرئاسية لـ2020م، أي أكثر من ضعف عددها الذي بلغ 33 مليوناً في 2016م.
لكن المشاكل من التأخر في طباعة وإرسال البطاقات إلى الأخطاء في الوجهات وشهادات كثيرين قالوا إنهم تسلموا أكثر من بطاقة واحدة، أثارت شكوكاً في النظام، فيما تزايد القلق مع تجربة الانتخابات التمهيدية التي جرى بعضها في أجواء من الفوضى قبل ذلك هذه السنة، خصوصاً في ولايتي نيويورك وويسكونسن.
وقالت أمبر ماكرينولدز المسؤولة في مركز “ناشونال فوت آت هوم اينستيتيوت”: إن حجم الأخطاء مبالغ فيه بسبب “الحساسية الكبيرة” لانتخابات 2020م، مبينة أن “الأخطاء لم تحدث على نطاق واسع”.. إن “الانتخابات المثالية لا وجود لها”.
ووسط توقعات بحدوث مشاكل أخرى في الثالث من تشرين الثاني القادم، ذكرت ماكرينولدز أن ثلاث ولايات أساسية يمكن أن تحسم نتيجة الاقتراع – ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغن – لم تحدد وقتاً كافياً للمهام التي يترتب القيام بها من فرز الأصوات والتدقيق في ملايين بطاقات التصويت بالمراسلة واحتسابها.
إلا أن كوسار عبر عن شعوره بالقلق من مئات الدعاوى التي يمكن أن ترفع في القضاء، فقد حاول حلفاء ترامب الحد من إمكانيات التصويت بالمراسلة، إذ إن الدراسات كشفت أن طريقة التصويت هذه يميل إليها الديمقراطيون أكثر من الجمهوريين.
وما يشير إلا تدخلات ترامب ما حصل في كارولاينا الجنوبية، بعد أن حصل قانونيون جمهوريون على قرار من قاض ينص على أن يكون ظرف بطاقة التصويت موقعاً من قبل شهود إلى جانب الناخب.