الصحف الورقية ..غابت عن الأيادي لكنها لم تبرح الذاكرة

الثورة أون لاين – حسين صقر:

مع أن الكثيرين يتعاطون مع الصحافة الإلكترونية، بسبب تعدد الخيارات وسرعة انتشار موادها ومقالاتها وتحليلاتها، لكنهم أنفسهم يعتبرون أن الصحافة الورقية توازي وجبة طعام كاملة بعد جوع، أو كأس ماء بعد ظمأ، أو ربما فنجان قهوة لتعديل المزاج،
و بالتالي مهما غابت الصحف الورقية عن أيدي هؤلاء القراء، فلن تبرح ذاكرتهم وباقية في وجدانهم، ولهذا سوف تبقى الصحيفة الورقية مرجعية أساسية، لأنها توثق الخبر بعد تأكيد مصداقيته، في وقت تنتشر فيه الشائعات كالنار في الهشيم.
وفي هذا السياق أكد عدد من القراء الذين ينتظرون عودة الصحف بفارغ الصبر أن ذلك يعطي قيمة كبيرة للمعلومة وتفاصيلها، ولاسيما إذا صيغت بطريقة مهنية وموضوعية، وهو ما يجعلها مطلب كل من يبحث عن الحقيقة والكلمة الحرة المسؤولة.
وقال أحمد الراوي نرى اليوم ونقرأ عبر مواقع التواصل مطالب كثيرة باستئناف طباعة الصحف الورقية، وذلك بالتزامن مع تخفيف إجراءات الحجر العام في مختلف دول العالم، بعد أن غابت عن المشهد واكتفت بالنسخ الرقمي والنشر الحاسوبي، لكنها لم تلبّ رغبة القراء الذين يقبلون على قراءة الورق بنهم مختلف، وخاصة مع اشتمام رائحته بين أيديهم كرغيف يخرج من بيت النار.
بدورها قالت أمل الحلبي: لكون الإنترنت لاتتوافر بأيدي الجميع وغير متاحة في جميع المناطق، يبقى للصحافة المكتوبة حاجتها ورونقها ومتابعيها، ولاسيما أنها تمثل ذاكرة وطن ووثيقة صدق.
وأضافت ترتبط مطالب المهتمين والقائمين من صحافيين ومؤسسات إعلامية ومنظمات ونقابات مهنية بعودتها بمدى أهميتها لما تقدمه من خيارات وتنوع في المعلومة.
بدوره قال صادق البني إن توقف الصحف المكتوبة جاء نتيجة الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الحكومة لمنع انتشار فيروس كورونا، لكن مع بدء تخفيف تلك الاجراءات لابد من استئناف طباعة الصحف و أخص بالذكر صحف الثورة وتشرين والوطن.
وأوضح البني لن تفقد الصحافة قراءها الأوفياء بوجود الكثيرين حول العالم الذين يداومون على طقسها، ويصرون على أن ثورة الإعلام الحديث لا تمنح متعة القراءة الورقية، مضيفاً أنا من جيل الحبر والورق، والجريدة بالنسبة لي كالغذاء الذي أحتاجه يوميا، ورغم كل محاولات ترويضي لأصبح كائناً إلكترونيا، إلا أنها فشلت، وبقيتُ وفيا للورق.
من ناحيته أكد الطبيب علي محمود رداً على مايقال حول أضرار الصحف الورقية في ظل انتشار مرض كورونا أن تلك الصحف أقل “مضرة” من العملات الورقية والمعدنية المتداولة بين الناس، وأن هذا النوع من الصحف قيمة وطنية مهمة وكبيرة ولابد من إعادة طباعتها.
وأشار أنه من اللافت أن أزمة كورونا انعكست بشكل متناقض على وسائل الإعلام، إذ تسبب العزل الصحي بزيادة اهتمام الجمهور، بشكل غير مسبوق، بوسائل الإعلام التقليدية وخصوصاً التلفزيون فجذبت القنوات الفضائية بما فيها الحكومية مشاهدات قياسية خلال الشهرين الأخيرين، وفق ما تؤكده استطلاعات الرأي.
بدورهم أكد عدد من خبراء الإعلام والاتصال عبر تقارير كييرة أن الصحافة الورقية وحدها تمكن من فهم المسائل المعقدة والقضايا التي تحتاج إلى نقاش.
و قالوا كان للشائعات والأخبار الكاذبة التي انتشرت على المنصات الإلكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، تأثير على وسائل الإعلام التقليدية حيث أعادت الاعتبار للمهنية والمصداقية ولاسيما أنها الأداة الرئيسية لنقل تصريحات المسؤولين والبيانات الرسمية بشكل موثوق، بينما كانت الصحافة الورقية الضحية الأبرز في ظل هذه الظروف.

آخر الأخبار
العلاقات السورية الروسية .. من الهمينة إلى الندية والشراكة  الصحة النفسية ركيزة الرفاه الإنساني  حملة "فسحة سلام" تختتم مرحلتها الأولى  بفيلم "إنفيكتوس"   قادمة من ميناء طرابلس..الباخرة "3 TuwIQ" تؤم  ميناء بانياس "الزراعة الذكية"  للتكيّف مع التغيرات المناخية والحفاظ على الثروات   "التربية والتعليم": مواءمة التعليم المهني مع متطلبات سوق العمل إجراءات خدمية لتحسين واقع الحياة في معرّة النعمان من قاعة التدريب إلى سوق العمل.. التكنولوجيا تصنع مستقبل الشباب البندورة حصدت الحصّة الأكبر من خسائر التنين في بانياس  دعم التعليم النوعي وتعزيز ثقافة الاهتمام بالطفولة سقطة "باشان" عرّت الهجري ونواياه.. عبد الله غسان: "المكون الدرزي" مكون وطني الأمم المتحدة تحذِّر من الترحيل القسري للاجئين السوريين الجمعة القادم.. انطلاق "تكسبو لاند" للتكنولوجيا والابتكار وزير العدل من بيروت: نحرز تقدماً في التوصل لاتفاقية التعاون القضائي مع لبنان "الطوارئ" تكثف جهودها لإزالة مخلفات الحرب والألغام أردوغان: اندماج "قسد" بأقرب وقت سيُسرّع خطوات التنمية في سوريا "قصة نجاح".. هكذا أصبح العالم ينظر إلى سوريا علي التيناوي: الألغام قيد يعرقل عودة الحياة الطبيعية للسوريين مدير حماية المستهلك: تدوين السعر مرتبط بالتحول نحو مراقبة السوق الرابطة السورية لحقوق اللاجئين: مخلفات الحرب تعيق التعافي