أن تبادر في تقديم محاضرة أو تشارك في ندوة تتناول موضوعاً ما، فلا مسوغ لك إلا أن تقدم شيئاً مفيداً ومهماً للجمهور.
اليوم لدينا العديد من المراكز الثقافية ولدينا العشرات من النشاطات الثقافية التي تتخللها المحاضرات والندوات.. والسؤال هنا كم نحن راضون عمّا يقدم؟ هل نجح المحاضرون في جذب الجمهور وإقناعه بالمادة المقدمة إن أتى وبذل الجهد والوقت للحضور أو المشاركة؟ لماذا حتى اللحظة نعاني من الاختيار الصحيح للمحاضرين أو ربما للعناوين المقدمة؟؟ ولماذا نرى أغلب المحاضرات عنوانها الصداقات والمحسوبيات والإعلانات وليس الكفاءات؟؟..
بالطبع لا نقول إن جميع نشاطاتنا غير جيدة أو ليست حاضرة بل على العكس، فهناك من يحاول أن يخلق الأفكار والعناوين والمحاضرين في سبيل إنعاش هذا المشهد… لكن ثمة استسهالاً بتنا نلحظه في التعامل مع هذه الظاهرة بدءاً من المحاضر الذي ربما لا يقدم معلومة، بل يأخذ طابعاً استعراضياً إلى المحاضرة ذاتها التي يجب أن تكون خلاصة بحث واهتمام ومتابعة.
ما نحتاجه اليوم بحق، ويمثل تحدياً حقيقياً لنا هو كيف “نوطن الإبداع” ونؤسس للبيئة الحاضنة للمهارات والثقافة والشباب، كيف تتحول مراكزنا الثقافية إلى بيئة تحتفي بالمبدعين في مختلف المجالات، الأدبية والعلمية والاجتماعية…
والأهم كيف تنتقل العدوى الإبداعية من مكان لآخر، وتوطد مناخاً جديداً يغير المزاج العام السلبي الراهن، إلى مزاج أكثر احتفاء بالتطوير والإبداع والإنجاز.
رؤية- عمار النعمة