الثورة أون لاين – ريم صالح:
لماذا هذا التصعيد الغربي ضد روسيا؟!، وما مبرر كل هذه الترسانة والتسليح والمناورات المكثفة التي يجريها الناتو على حدود روسيا وبيلاروس؟!، أو ليس عراب الإرهاب الأمريكي هو من يملك مفاتيح الإجابة، بل هو وحده من يحرك خيوط دماه الأوروبية المتحركة كيفما شاء، ووفق ما يتلاءم مع أجنداته؟!، أو ليس تعزيز واشنطن لقطاع الدفاع الصاروخي الأمريكي بالقرب من حدود روسيا هو رسالة واضحة بأن النظام الأمريكي وضع نصب عينيه حالياً محاولة المساس بأمن واستقرار روسيا؟!.
ولكننا حكماً لا نستغرب كل هذه الضوضاء الأمريكية، والصخب “الناتوي”، والشحن التسليحي لهما هناك بالقرب من الدولة الاتحادية التي تضم كلاً من روسيا وبيلاروس، فالإدارة الأميركية لا يمكن أن يهنأ لها بال، وهي ترى كل هذا التفوق الروسي، وفي كافة المجالات، لذلك تحاول الاصطياد في المياه السياسية والدبلوماسية والعسكرية العكرة.
فبدءاً من مزاعم التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية، مروراً بأكذوبة تسميم السياسي المعارض أليكسي نافالني، ولجوء كل من ألمانيا وفرنسا إلى فرض حزمة جديدة من العقوبات الجائرة غير الشرعية بحق مواطنين روس، وصولاً إلى فرض حالة من الاضطراب والإرهاب الدولي على الحدود الغربية لروسيا الاتحادية، يواصل “الناتو” تكريس وجوده وتعزيز بنيته التحتية العسكرية، وتخزين المواد والوسائل التقنية والأسلحة والمعدات العسكرية، كما يتم تعزيز قطاع الدفاع الصاروخي الأمريكي ونشر صواريخ أمريكية متوسطة وقصيرة المدى في أوروبا.
واللافت أيضاً أن عدد مناورات الناتو في البلدان المجاورة لبيلاروس آخذة في الازدياد، وكذلك وجود الجيش الأمريكي في المنطقة، الأمر الذي يحمل في طياته العديد من مضامين التهديد ورسائل الاستفزاز التي تستهدف بالدرجة الأولى موسكو للحد من تنميتها ولمعاقبتها على سياستها الخارجية المستقلة وحمايتها الثابتة لمصالحها القومية.
الرد الروسي إزاء هذا التصعيد المتنامي كان واضحاً، حيث حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو من خطورة الوضع على حدود روسيا وبيلاروس مع دول الناتو ما يستدعي مواصلة الجهود واعتبار مهام توفير الأمن أولوية بالنسبة لموسكو.
شويغو وفي اجتماع لمجلس وزارتي الدفاع الروسية والبيلاروسية عبر الفيديو قال وفق ما نقلت عنه وكالة سبوتنيك: “كما في السابق لا تزال هناك حالة مضطربة على الحدود الغربية حيث يواصل الناتو تعزيز وجوده” موضحا أنه “بالنظر إلى الوضع العسكري والسياسي الحالي في المنطقة فضلاً عن التحديات والتهديدات الجديدة وخاصة من الإرهاب الدولي تعتبر وزارة الدفاع الروسية ضمان الأمن العسكري للاتحاد (روسيا وبيلاروس) من بين مهامها ذات الأولوية”.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أكد بدوره أن واشنطن والاتحاد الأوروبي يضاعفان جهودهما لردع روسيا، معرباً في الوقت نفسه عن أمله بتجدد الحوار بين روسيا ودول الاتحاد الأوروبي بكامل زخمه وعلى أساس مبادئ حسن الجوار والنزاهة والاستقرار والانفتاح، أما سفير روسيا الاتحادية لدى واشنطن أناتولي أنطونوف فقد أعلن من جانبه أن موسكو سترد على مواصلة الولايات المتحدة نشر أسلحة محظورة في أوروبا بموجب معاهدة الصواريخ السابقة بين البلدين في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، داعياً واشنطن للتحلي بحكمة سياسية وتحمل مسؤوليتها بالحفاظ على الاستقرار الاستراتيجي.
الكرة اليوم في الملعب الأمريكي والأوروبي، فهل يلتزمان باتفاقيات حسن الجوار ومواثيق الأمم المتحدة التي تجرم كل من يهدد الأمن السلام الإقليمي والدولي؟!، أم إن أحقادهما وأطماعهما العدوانية أقوى من لغة العقل والمنطق والحكمة التي يُفترض أن تتسيد الموقف؟!.
السابق