الثورة أون لاين- بقلم مدير التحرير- بشار محمد:
يخطئ من يعتقد أن الظروف الصعبة التي تمر بها سورية ستغير من حقيقة التاريخ وواهم من يظن أن اتفاقيات التطبيع مع العدو الصهيوني تغير من حقيقة وبوصلة الصراع مع الكيان الغاصب للأراضي العربية فالنضال لاستعادة الأرض وتحريرها من المغتصب حق كفله القانون الدولي وشرعة حقوق الإنسان وصدرت من أجله قوانين عن أهم مرجعية دولية لكنها لم تسلك طريقها للتنفيذ بفعل دعم وتعنت الإدارات الأميركيّة المتعاقبة ومن يدين لها بالطاعة ويدور في فلك الصهيونية العالمية من دول الغرب وللأسف من بعض العرب.
ثوابت الحق السوري راسخة ومتجذرة في عمق التاريخ وفي وجدان كل مواطن سوري وعربي والجولان كان ومازال وسيبقى أرضاً سورية لا يمكن أن يخضع للمساومة أو الابتزاز أو أن يسقط بالتقادم.
ثوابت الحق لم تغيرها الحرب الإرهابية التي شنها محور الإرهاب والشر والاستكبار العالمي لعقد من الزمن على سورية الدور والموقف ولم تضعفها صفقات واتفاقات ودعوات للتطبيع مع عدو مغتصب للحقوق.
المشهد الدولي مختلف والواقع العربي لا يسر إلا العدو المستفيد من دعم غير مسبوق من إدارة أميركية اتخذت إجراءات انفرادية استفزازية وغير شرعية ترمي لمحاولة تغيير الواقع السياسي والقانوني للأراضي العربية المحتلة من خلال إعلانها القدس المحتلة عاصمة لكيان الاحتلال الإسرائيلي ثم إعلانها بشأن الجولان السوري المحتل وصولاً إلى محاولة سلطات الاحتلال ضم أراضٍ في الضفة الغربية.
دمشق تعي حقيقة أن الصلف الاسرائيلي الغاصب وتحديه للمجتمع الدولي ولقرارات الأمم المتحدة ما كان لولا الرعاية التي وفرتها له حكومات دول غربية منحته الحصانة للإفلات من أي مساءلة أو عقاب عن جرائمه في ظل صمت مريب لمجلس الأمن الدولي والمنظمات الحقوقية المدافعة عن حقوق الإنسان.
دمشق التي هزمت مشروع الإرهاب وصمدت مع شعبها وجيشها وقيادتها في وجه حصار اقتصادي وتقاوم مخالبه الإرهابية تؤكد من موقف القوي المتمسك بثوابت الحق أن أي قرارات أو إجراءات أو صفقات لا تتوافق مع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ولا تحفظ الحقوق العربية مرفوضة شكلاً ومضموناً وهي غير قابلة للحياة أصلاً.