الثورة أون لاين – فاتن حسن عادله:
هل تفجر الانتخابات الأميركية مفاجأة من العيار الثقيل؟!، مفاجأة قد تقلب الطاولة السياسية بما عليها من أوراق انتخابية؟!، ليعتلي دونالد ترامب من جديد كرسي المكتب البيضاوي لأربع سنوات إضافية؟!.
صحيح أن الكثير من استطلاعات الرأي سبق وأكدت تدهور شعبية ترامب، كما أن هناك الكثير من المحللين والمسؤولين نعتوه بمختلف الصفات من المختل العقلي، إلى الأناني، إلى كونه لا يستطيع أن يدبر أمور البلاد، بل إن هناك من قطع أشواطا أبعد بكثير، وقال إن وجوده في الحكم سيجلب الدمار إلى البشرية ككل، ولكن في الناصية المقابلة لا يمكن أن نلغي فرضية المفاجأة، وتغيرات اللحظة الأخيرة تماماً كما حدث في انتخابات 2016.
ما نقوله هنا أيضاً مبني على استطلاع للرأي والذي أظهرت نتائجه تقدما طفيفا لترامب على منافسه في السباق الرئاسي جو بايدن، وذلك لأول مرة منذ أكثر من شهر.
الاستطلاع نظمته مؤسسة راسموسن للأبحاث، وكشف أن 48% من الأمريكيين يؤيدون ترامب، بينما يؤيد 47% منهم بايدن هذا في حين أعرب 3% ممن شملهم الاستطلاع عن تأييدهم للمرشحين عن الأحزاب الصغرى، بينما لم يحدد 2% المرشح الذي يؤيدونه.
استطلاع آخر أجرته وكالة رويترز بالتعاون مع مؤسسة إبسوس في 6 ولايات أمريكية، هي ويسكونسن وبنسلفانيا وميشيغان ونورث كارولاينا وفلوريدا وأريزونا أظهرت نتائجه تقدم بايدن على ترامب بفارق كبير في ويسكونسن وبهامش ضئيل في ولاية بنسلفانيا.
ومابين هذا الاستطلاع وذاك، والحديث عن تقدم المرشح الجمهوري تارة، والمرشح الديمقراطي تارة أخرى، يواصل كل من ترامب وبايدن لقاءاتهما وجولاتهما الانتخابية، وكل يحاول على طريقته كسب المزيد من الأصوات لصالحه.
الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، يشارك هو الآخر في هذا السباق الانتخابي لصالح حزبه، ولدعم نائبه السابق في الانتخابات الرئاسية جو بايدن متوجها إلى فلوريدا.
وبحسب مشروع الانتخابات الأمريكية بجامعة فلوريدا، فإن أكثر من 64 مليون ناخب أدلوا بأصواتهم حتى الآن، عملا بإمكانية التصويت المبكر، ليقترب عددهم من العدد الإجمالي لمن أدلوا بأصواتهم في انتخابات العام 2016.
وفي هذا الصدد أكد خبراء، أن فرز العدد الهائل لمن أدلوا بأصواتهم عبر البريد، قد يستغرق أياما أو أسابيع.
وتتفاءل حملة بايدن الانتخابية بزيارته اليوم إلى جورجيا، على الرغم من اعتبارها من المعاقل القديمة للجمهوريين، حيث بينت استطلاعات الرأي، أن المنافسة شديدة في تلك الولاية، على الرغم من أن جورجيا لم تؤيد مرشحا ديمقراطيا في انتخابات الرئاسة منذ العام 1992.
وأكد المرشح الديمقراطي للصحفيين، يوم أمس الاثنين، أنه يعتقد أن لديه فرصة للفوز في جورجيا، وإن لم تكن سهلة.
وسواء فاز ترامب أم فاز بايدن، فإن الإرهاب الأمريكي لن يتغير، وحقيقة الإجرام والترويع والعدوان الممنهج الذي تلتزمه أمريكا قولاً وفعلاً، نظرية وتطبيقاً، لن تتغير، فالأجندات ستبقى كما هي، وعلى حالها، وإنما ما سيتغير هو الآلية التي سيتم اتباعها لبلوغ تلك المرامي العدوانية، تنقلاً من القوة العسكرية، ولغة العقوبات الجائرة، ومابين القوة الناعمة وماكينات الإعلام المضللة، ولغة التضليل، واختلاق الروايات الهوليودية، وعرضها على مسرح النفاق الأممي.