الثورة أون لاين- فاتن حسن عادله:
أسبوع واحد فقط على الانتخابات الأميركية المقبلة ولكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يحاول قدر المستطاع تفجير المزيد من الجدل حول تلك الانتخابات وتقديم المزيد من عروض ومشاهد التضليل والتمثيل والمسرحيات والتصريحات التي تبدو هزلية بشكل لا يوصف، فيما هجماته لم تتوقف بل ارتفع منسوبها بشكل أكبر على خصومه وعلى منتقدي سوء سياسته خاصة تجاه كورونا، التي يحاول أن يستغلها لاستمالة الناخبين نحوه.
ومع اقتراب موعد الانتخابات، فإن هجمات ترامب تزداد حدة لأجل الفوز أولاً، وثانياً لإقصاء منافسه الديمقراطي جو بايدن، وهو ما يتجلى عبر قيامه بشن هجمات شبه يومية على أكبر المدن الأميركية والتي تعد معقلا ديمقراطيا، فكتب في تغريدة الإثنين الماضي “نيويورك، كاليفورنيا، إيلينوي: الناس يهربون، الضرائب والجريمة في ارتفاع، صوتوا لترامب، سأغير كل ذلك، وبسرعة”، ثم عاد وكتب الثلاثاء “نيويورك، صوتوا لترامب، ماذا الذي يمكن أن تخسروه؟”، وذلك بعد أن وصف نيويورك في مناظرته التلفزيونية الأخيرة مع بايدن الخميس الماضي، بأنها “مدينة أشباح”.
لكن هجمات ترامب لم تبق دون رد، فعلق رئيس بلدية المدينة بيل دي بلازيو على تويتر.. “مدينة الأشباح الوحيدة ستكون مارالاغو (مقر إقامة ترامب في ولاية فلوريدا) حيث سيمكث في تقاعد قسري بعد الانتخابات”، فيما أورد العديد من أهالي نيويورك على مواقع التواصل منشورات هزلية يسخرون فيها من الرئيس وصور الشوارع تغص بالحركة، وسط توقعات أن بهزيمة نكراء لترامب في مدينته على غرار ما حصل عام 2016، حين صوت 79% من الناخبين في نيويورك لمنافسته هيلاري كلينتون.
الخبير الاقتصادي مات إلدريدج (33 عاما) أشار إلى أن “رئاسة ترامب هي نقيض كل ما تمثله نيويورك، الانفتاح والأشخاص من كل الأصول الذين يعملون معا من أجل المصلحة المشتركة”.
ومنذ دخوله البيت الأبيض، عمد ترامب إلى تشديد سياسة الهجرة، فردت نيويورك على غرار مدن ديمقراطية كبرى أخرى بإعلان نفسها مدينة “ملاذا”، رافضة التعاون مع سياسة الهجرة التي تطبقها دائرة الهجرة والجمارك الأميركية.
وردت إدارة ترامب معلنة سحب بعض المساعدات الفيدرالية، ما شكل بداية مسلسل طويل من الخلافات القضائية، إضافة لوجود قضايا قانونية كثيرة أخرى بين ترامب وسلطات نيويورك، أبرزها معركة مدعي عام مانهاتن من أجل الحصول على بيانات ضرائب الرئيس.
فيما تصاعد التوتر أكثر مع انتشار وباء كوفيد-19 الذي ضرب بشدة نيويورك، فإن رئيس بلدية المدينة وحاكم الولاية يدعو منذ أشهر الرئيس والجمهوريين إلى دعم مالية المدينة للتعويض عن العجز في العائدات الضريبية الناتج عن الوباء، من دون أي استجابة، ما قد يرغم السلطات على الحد من الخدمات العامة، وفي حال فوز ترامب، فقد يتفاقم هذا الخلاف المالي، بعدما أدرج ترامب نيويورك على قائمة للمدن “الفوضوية”، ما قد يؤدي إلى حرمانها من المزيد من المساعدات الفيدرالية.
ومن ولاية ميتشيغن وخلال مهرجان انتخابي في الولاية أمس الثلاثاء أعرب ترامب عن رغبته بألا “يحصل التزوير والغش في الانتخابات” عن طريق التصويت بالبريد على حد زعمه، عبر قوله: “لا نعلم من صوت عن طريق البريد، وليس هناك أي إمضاءات”، واصفاً ذلك بـ”الأمر الفظيع”، مجدداً دعوته لمناصريه للمشاركة بكثافة بالانتخابات.
الإعلام لم يسلم منه أيضاً حيث أبدى ترامب استياءه من الإعلام “المزيف” الذي لا يهتم سوى بفيروس كورونا، على حد تعبيره، لكنه عاد لاستثمار الوباء بعد أن وعد بتأمين اللقاح الآمن المضاد لكورونا “قريباً جداً”.
يأتي ذلك في وقت اعتقلت فيه السلطات الأميركية 30 شخصا على خلفية الاحتجاجات المناهضة للعنصرية التي تجددت أيضاً ضد عنف الشرطة ضد الأميركيين المتحدرين من أصول أفريقية.
وذكرت رويترز أن الشرطة في ولاية نيويورك اعتقلت 30 شخصا شاركوا في مظاهرات عمت شوارع بروكلين الليلة الماضية احتجاجا على مقتل أميركي من أصل أفريقي على يد عناصرها في مدينة فيلادلفيا، فيما كانت احتجاجات مماثلة خرجت في فيلادلفيا أمس تنديدا بجريمة قتل “والتر والاس جونيور” 27 عاما برصاص الشرطة الأميركية.
