هموم عديدة يحملها المواطن على كاهله يومياً على مدار الأشهر والسنة في توليفة متنوعة غير مشهودة سابقاً، ولكنها بمجملها تتراجع للمرتبة الثانية أمام الهم الأكبر المقيم فوق قلب المواطن وهو التصريحات الرسمية.
تصريحات كثيرة يمطر بها المواطن، فمن تصريحات الحرائق واتهام الفلاحين بالتسبب بها، إلى تصريح مقرون بوعد عدم رفع سعر البنزين، إلى تصريح مناعة الخبز الذي سقط بعدها لاحقاً..
المعضلة تكمن في سبب التصريح، فما الدافع لإطلاق تصريح يثبت عكسه خلال أيام أو أسابيع على أبعد حد؟!
الحرائق وفق وزير الزراعة سببها بنسبة 72% الفلاحون أنفسهم لأنهم يحرقون بقايا الأعشاب، وهو رأي مثير جداً إذا ما علمنا أن الحرائق اندلعت ليلاً في وقت لا يمكن لفلاح مهما بلغ به النشاط أن يحرق مخلفات أعشاب أرضه، وهو وقت ما من جوّالة فيه ليرموا أعقاب السجائر، ولا مصطافين يتجولون بإهمال، ولا حتى درجات حرارة تتسبب بالحرائق.. ناهيك عن أن البداية كانت بنحو 34 حريقاً خلال ساعة واحدة في مصادفة عجيبة جعلت 34 فلاح يحرقون بقايا الأعشاب ليلاً خلافاً لكل نواميس وأعراف الزراعة..!! أما الأهم فهو غياب سبب نسبة 28% الباقية من الحرائق!!
البنزين وفي ذروة الأزمة شهد تصريحاً مماثلاً تضمن عدة تفنيدات وأسباب ثبت عكسها خلال مدة قصيرة جداً، إذ لم يعش تصريح وزير النفط عن دور محوري لعمرة مصفاة بانياس في توفير المادة التي بقيت غائبة، ناهيك عن الوعد الصريح بالإبقاء على سعر البنزين من دون تغيير ليرتفع بعد مدة قصيرة جداً، في حالة يمكن تسميتها بالبداية الموفقة..!!
أما الخبز فله شجونه، وقرار رفع سعره يتجاوز قدرة المواطن على الخروج من حالة المضحك المبكي، ولكن جمالية التصريح فيما تلاه من تعاميم للدوريات التموينية الغارقة في فسادها (المثبت بالفيديو) للتشدد في المراقبة ضماناً لجودة الإنتاج.. وحتى يبقى الرغيف في متناول كل مواطن..!!.
الكنز- مازن جلال خيربك