حضور عالمي جديد للموسيقار فريد الأطرش، حققه محرك البحث “غوغل” باحتفاله، بمرور 110 سنوات على ولادته، وتحديد هذا التاريخ يثير إشكالات والتباسات، فغوغل اعتبر يوم ولادته في 18 تشرين الأول 1910، في حين اعتبرت منظمة اليونيسكو الدولية سنة 1915 تاريخ مولده، حين احتفت بمئويته منذ خمس سنوات، وفريد الأطرش أعلن بصوته في أكثر من حوار تلفزيوني أنه من مواليد 1917. وهكذا لا يوجد في الكتب والمقالات والبرامج تاريخ ثابت للعام الذي ولد فيه، كما أن هناك خلاف على اليوم الذي ولد فيه أيضاً.
وعالمية فريد الأطرش تحققت منذ الستينات حين أعاد المايسترو الفرنسي الشهير “فرانك بورسيل”، توزيع بعض ألحانه أوركسترالياً. ولا يمكن حصر قائمة المطربين والموسيقيين الأجانب، الذين أدوا أغانيه وألحانه ، وكان المايسترو اللبناني الراحل وليد غلمية قد صرح قائلاً بأن فريد الأطرش: “هو الأبرز بين معاصريه، في إمكانية ترجمة أعماله الغنائية، إلى معزوفات أوركسترالية “.. وقيمة هذه الشهادة تكمن في أنها صادرة عن أحد أبرز المتخصصين الأكاديميين العرب، في الفن الموسيقي الأوركسترالي.
وفي هذه المناسبة أستعيد أسماء بعض كبار المطربات والمطربين في الشرق والغرب، الذين أدوا ألحانه وأغانيه، بعد ترجمتها إلى ثماني لغات، ومن أبرز المتأثرين بموسيقاه وألحانه، التركيان فيردي تيفور وأورهان كنجاباي وغيرهما، والأول أدى منذ عقود أغنيته “nasihat” على لحن ” نجوم الليل “، إلى جانب عدد من كبار المطربين والمطربات والموسيقيين الأجانب، من أمثال “دافيد اسراف” الذي أدى بصوته الأغنية ذاتها، وسجل التركي “فيردي أوزبيكين” أغنية “حبينا ” وأعاد المطرب الروسي الشهير نيقولا نيكيتا ( 1921-1995) غناء لحن فريد الأطرش ” يازهرة في خيالي” عام 1960 بالروسية، تحت عنوان”التانغو العربي”. واستعاد فريق اسباني لحن أغنيته “ياحبايبي ياغايبين” بأداء وتوزيع حديث.
كما أدت المطربة الفرنسية “داليدا” مقاطع من بعض ألحانه، ولا ننسى “مايا كازبيانكا” التي أدت بالعربية والفرنسية، أغنية “ياجميل” ولقد سجلتها على أسطوانة، كما أدتها على المسرح، إضافة إلى وجود تسجيل نادر على “اليوتيوب” لهذه الأغنية بصوتها، وعلى العود فقط، كما غنى له أنريكو ماسياس وجورج موستاكي وغيرهما.
رؤية – أديب مخزوم