حتى العرافين فشلوا في التنبؤ بفوز الرئيس الأميركي.. لا البخور ولا ثعابين الدجالين قادرة على رسم ملامح الرئيس الأميركي الجديد.. البعض منهم حذر من استخدام السحر الأسود..
ليس غريباً لجوء الإعلام الأميركي لتسليط الضوء على الانتخابات من بين حجارة السحرة والمشعوذين، فخبراء العلوم السياسية عجزوا عن ترجيح كفة أحد المرشحين ومن تطابقت توقعاتهم وأبحاثهم في 2016 تنافرت بعد أربع سنوات… ليتوقع الخبير نيوربوت في 2020 فوز ترامب بينما نقاط الخبير ليخمينتان ترى أن أبواب البيت الأبيض ستفتح لبايدن.. ولكن من يملك مفاتيح الحلول في السياسة الأميركية من المرشحين؟!!
تعجز البرامج الانتخابية لكل من ترامب وبايدن على تجاوز المحنة الأكبر في أميركا والعالم وهي جائحة كورونا رغم أنها ظاهرياً الفيصل.. ولذلك قد يرجح الفايروس كفة الخسارة لأحدهما وليس الفوز خاصة، إذا وضع الأميركيون في الحسبان الخطيئة الكبرى لترامب في صناديق الانتخاب باستهتاره الذي أودى بحياة مئات الألوف من شعبه الذين سقطوا بكورونا، وهو يهرج بضرورة شرب المعقمات والديتول.. هذا أكبر الأسباب لتراجع ترامب في استطلاعات الرأي لكن بايدن لم يلوح بالفانوس السحري للقضاء على كوفيد 19 على العكس…
لا يعكس ما يجري في أميركا سباقاً انتخابياً منطقياً، بل يظهر ترامب وبايدن كدميتين على مسرح عرائس تتبادلان الشتائم والتهم بكوفيد 19 بدلاً من طرح الحلول.. كل ما يجري استعراض يهيئ لثلاثاء مثير.. لكن ترامب في خطر إن لم يستدركه..
ترامب في خطر السقوط في الانتخابات ليس لأن الاستطلاعات ترجح بايدن، بل لأن الرئيس الأميركي سقط في فخ التحيز للعرق الأبيض، والذي قد يغضب تجمعات اللوبي الصهيوني واليهودي، التي تميل بطبيعتها للحزب الديمقراطي وزادت، عنصرية ترامب في طين عدائها له بلة أخرى..
فهذه التجمعات لم يغريها كل ما قدمه ترامب لإسرائيل ونتنياهو، من تطبيع وبيع للسلام بصفقة القرن، ونقل للسفارة الأميركية إلى القدس، بل على العكس هي تريد تقديم الأكثر لتجمعاتها في أميركا والعالم وليس في الشرق الأوسط كي تتحكم أكثر.. ولعل ما عجز عنه ترامب قد يحققه بايدن خاصة، إن ما قدمه الأول لإسرائيل لن يتراجع عنه الثاني… وفي الوقت نفسه لا يملك بايدن مؤهلات ترامب الأخرى، والتي تناسب غرابة ومغامرات واشنطن الحالية…
تبدو رؤية القادم إلى البيت الأبيض ضعيفة ومشوشة قبل أيام فقط من الانتخابات، وقد يكون ذلك نتيجة طبيعية لحال الولايات المتحدة وتخبط قطبيتها وتدهورها السياسي داخلياً وخارجياً وقالها ترامب فعلاً..
الرئيس الحالي اعترف أنه ليس سياسياً أمام جموع ناخبيه…. قالها مبرراً تخبطه ومتباهياً (بكفاحه) لأجل أميركا.. إنه كفاح التجار اللصوص..!! وهو من صلب السياسة الأميركية الحالية، وربما هذا هو السحر الأسود الذي يحذر العرافون من استخدامه في الانتخابات الأميركية.. فماذا في تعويذة بايدن؟!.
البقعة الساخنة – عزة شتيوي