الثورة أون لاين:
قال البنك المركزي التركي أمس “إنه سيغلق واحدة من آخر نوافذه التي تتيح للبنوك الحصول على تمويل رخيص، وذلك في أحدث مسعى له لدعم الليرة المنهكة، التي رغم هذا واصلت الهبوط لثامن يوم على التوالي إلى مستوى قياسي منخفض جديد”.
وردا على ما قاله البنك “إنها خطوة حاسمة أخرى للحفاظ على السيولة، تعافت الليرة لفترة وجيزة قبل أن تستأنف التراجع”. وبحسب “رويترز”، سجلت 8.42 مقابل الدولار الأمريكي بحلول الساعة 16:25 بتوقيت جرينتش بعد أن لامست في وقت سابق أدنى مستوى لها على الإطلاق عند 8.444.
والليرة التركية هي الأسوأ أداء بين عملات الأسواق الناشئة هذا العام مع هبوطها 29 في المائة بفعل مخاوف بشأن عقوبات غربية محتملة على تركيا واستنزاف الاحتياطيات الأجنبية وتضخم مرتفع والاستقلال النقدي.
وهبطت الليرة 7 في المائة منذ أن أبقى البنك المركزي على سعر الفائدة الرئيس مستقرا الشهر الماضي مخالفا توقعات واسعة لتشديد السياسة النقدية، يقول مستثمرون وخبراء اقتصاديون “إنه ضروري”.
ويتوقع بنك سوسيتيه جنرال أن تهوي العملة التركية إلى تسع ليرات مقابل الدولار بحلول نهاية العام.
إلى ذلك، أظهرت بيانات من وزارة التجارة التركية أمس، ارتفاع عجز التجارة الخارجية 35.67 في المائة على أساس سنوي إلى 2.40 مليار دولار في تشرين الأول (أكتوبر).
وبحسب الأرقام، زادت الواردات 8.54 في المائة إلى 19.73 مليار دولار، ونمت الصادرات 5.62 في المائة مسجلة 17.33 مليار دولار.
يأتي ذلك في وقت انخفضت فيه إيرادات السياحة التركية في الربع الثالث 71.2 في المائة إلى 4.04 مليار دولار، حيث إن القطاع وهو مصدر رئيس للعملة الأجنبية لتركيا تضرر بشدة هذا العام، بسبب جائحة فيروس كورونا، بحسب بيانات رسمية نشرت الجمعة الماضي.
وانخفض عدد الزوار الأجانب للبلاد في أيلول (سبتمبر) 59.4 في المائة على أساس سنوي إلى 2.2 مليون، وبنسبة 74.03 في المائة خلال أول تسعة أشهر من العام إلى 9.46 مليون.
وألقت قيود السفر العالمية جراء جائحة كورونا بظلالها بالفعل على صناعة السفر التركية، وهي أحد مصادر الدخل الرئيسة للدولة ذات الاقتصاد الهش. حققت تركيا العام الماضي 34.5 مليار دولار من عائدات السياحة، حيث استضافت 71.74 مليون سائح بزيادة بمقدار 5.5 مليون عن 2018.
وذكرت وكالة “بلومبيرج” للأنباء في تقرير الجمعة الماضي، أن تعديلات التمويل الأخيرة من جانب البنك المركزي التركي لا يمكن أن تمنع الليرة من الهبوط إلى مستوى قياسي متدن، حيث اتجهت العملة نحو أكبر انخفاض شهري لها منذ خسائرها الفادحة قبل عامين.
وكان القرار بإنهاء الحصول على الليرة من سوق إعادة الشراء “الريبو” في بورصة إسطنبول هو أحدث خطوة في محاولة البنك المركزي لتقييد السياسة وتعزيز العملة التركية دون العودة إلى سياسة رفع أسعار الفائدة.
وقالت الوكالة الأمريكية، “إن خطوة وقف التمويل عند فائدة تبلغ 11.75 في المائة ستؤدي إلى رفع تكاليف الإقراض بالليرة، عبر إجبار المقرضين على الاعتماد أكثر على نافذة السيولة المتأخرة للبنك المركزي”.