الثورة أون لاين- ادمون الشدايدة:
لا تزال الدول الأوروبية تقف عاجزة أمام وباء كورونا الذي يخلف مئات آلاف الإصابات، وعشرات آلاف الضحايا في القارة العجوز، ما يدفع بقادة تلك الدول إلى مسابقة الزمن لاتخاذ كل ما يلزم للحد من خطر الجائحة الوبائية، علما أن معظم القرارات التي تتخذها الحكومات الأوروبية في هذا الشأن تلقى في غالبيتها رفضاً من قبل السكان الذين يرون فيها ضعفاً غير مسبوق، وانتهازية غير صحيحة تودي بالاقتصاد إلى التهلكة.
وإذا كانت الولايات المتحدة الدولة الأكثر تضررا في العالم من حيث عدد الوفيات مع تسجيلها 231493 وفاة، فإن أوروبا هي المنطقة التي ينتشر فيها الوباء بشكل أسرع ما يدفع الحكومات إلى اتخاذ تدابير جديدة قد تتسبب في غضب شعبي.
إجراءات مشددة تضاف على قائمة القرارات المتخذة من قبل حكومات تلك الدولة، كالنمسا التي فرضت إعادة إغلاق بعد ساعات قليلة من هجوم فيينا، وكذلك اليونان التي فرضت إغلاقا جزئيا، في حين من المتوقع أن يتم الإعلان عن قيود إضافية بما فيها حظر تجول في إيطاليا.
ألمانيا التي تعاني هي الأخرى من ارتفاع عدد إصابات كورونا بشكل كبير تخطى الخمسة آلاف إصابة، عزمت الأمر نحو إغلاق وإلغاء أسواق عيد الميلاد هذا العام ، إضافة إلى سلسلة إجراءات على ما يبدو أنها ستدخل البلاد في ركود غير مسبوق.
وفي إيطاليا من المقرر الإعلان عن تفاصيل حظر التجول الليلي على مستوى البلاد الثلاثاء إلى جانب قيود السفر إلى المناطق التي تصنف موبوءة، لتتشارك في ذلك الأمر مع اليونان في محاولة للحد من ارتفاع عدد الإصابات بالفيروس.
فرنسا هي الأخرى تقف عاجزة أمام انتشار الوباء المستجد مع تسجيل أكثر من 400 حالة وفاة خلال الـ 24 ساعة الماضية ليرتفع بذلك العدد الإجمالي للوفيات في فرنسا إلى أكثر من 37435 منذ بداية الوباء.
وبدأت بلجيكا الدولة التي تسجّل عالميا أكبر عدد من الإصابات بكوفيد-19 نسبة لعدد سكانها، إغلاقا جديدا يستمرّ ستة أسابيع، إلا أنه أقلّ صرامة من ذلك الذي فرض في الربيع الماضي.
ومن المرجح بأن أغلب الدول المذكورة ستغلق الحانات والمقاهي والمطاعم وأحواض السباحة ومراكز رياضية أخرى، إضافة إلى المدارس ودور السينما في غالبية الأمر.
وعلى الرغم من تلك القيود والمحاولات فقد لاقت تلك الإجراءات انتقادات لاذعة من قبل الجماهير والأوساط السياسية عبرت عنها من خلال تظاهرات عارمة على مختلف المستويات سجلتها شوارع روما عبر اشتباكات اندلعت السبت بين الشرطة والمتظاهرين الغاضبين من إعادة فرض القيود، واندلعت حوادث مماثلة في فلورنسا الجمعة.
أما بريطانيا فقد لاقت هي الأخرى امتعاضما شعبياً من قراراتها بعد أن اتهم معارضو القارات البريطانية الحكومة بالتأخير في اتخاذ الخطوة التي كانت من الممكن أن تقلل خطر الوباء كثيراً، وتعد المملكة المتحدة، الدولة الأكثر تضررا بالوباء في أوروبا مع حوالي 47 ألف وفاة، وحاول رئيس الوزراء بوريس جونسون الدفاع عن قراراته المتخذة عبر إعادة فرض تدابير العزل في انكلترا حتى الثاني من كانون الأول، مؤكداً أمام مجلس العموم أن النماذج العلمية تظهر أنه في حال عدم القيام بأي تحرّك، يمكن أن تبلغ حصيلة الوفيات في الشتاء ضعف ما سجّل في موجة التفشي الأولى، موضحا أن المستشفيات ستبلغ قريبا أقصى طاقاتها الاستيعابية.
هذا وأودى وباء كوفيد-19 بحياة ما لا يقل عن 1,2 مليون شخص في أنحاء العالم، من بين 46,452,818 إصابة وفقا لإحصاءات وكالة فرانس برس من مصادر رسمية الاثنين.