أميركا المتسلطة.. وأوروبا المرتهنة

ترامب يتجه نحو الهزيمة في الانتخابات، هو يحتاج لمعجزة تنقذه، حسب وسائل إعلام وسياسيين أميركيين، والمجتمع الأميركي يتجه نحو الانقسام فور صدور النتائج النهائية وفق محللين ومراقبين، وأوروبا تتحدث عن رغبتها في التخلص من إرث التبعية العمياء للولايات المتحدة أيا كان الفائز في الانتخابات الأميركية، وزيرا الخارجية الألماني والفرنسي أعلنا عن هذه الرغبة بشكل واضح، وفي الحالة الأولى، يفترض من النظام الأميركي فرملة سلوكه العدواني تجاه الدول الأخرى، والالتفات إلى معالجة وضعه الداخلي منعاً للانفجار، وفي الحالة الثانية يفترض من الدول الأوروبية النأي بنفسها عن سياسة واشنطن العدائية، كمقدمة لإثبات جديتها في انتهاج سياسة مستقلة عن النهج الأميركي المدمر للأمن والسلم الدوليين، ولكن النزعة الاستعمارية التي تجمع كلا الجانبين، تجعل من دعمهما المتواصل للإرهاب، وسعيهما المشترك لتقويض أسس الشرعية الدولية فوق كل الأولويات والرغبات.
الانخراط المباشر للجانبين الأميركي والأوروبي في الحرب الإرهابية على سورية، وجنوحهما المشترك نحو التصعيد المستمر لإطالة أمد الأزمة، يؤكد من جهة، أن سياسة الهيمنة والتسلط إرث متجذر في العقلية الأميركية لا تمحوه الانقسامات والخلافات مهما تفاقمت داخل المجتمع الأميركي، ومن جهة ثانية يرسخ حقيقة الرضوخ الأوروبي الأعمى للإدارات الأميركية المتعاقبة “جمهورية كانت أم ديمقراطية”، وأن الدول الأوروبية لا يمكن لها إلا أن تكون في خدمة أميركا وأجنداتها، ويشير من جهة ثالثة إلى أن شغل الجانبين لمقاعد دائمة وغير دائمة في مجلس الأمن الدولي يتناقض كلياً مع مهام وأهداف المنظمة الأممية، ويجعلها عبئاً ثقيلاً على المجتمع الدولي، ومصدر تهديد لأمن واستقرار الشعوب، ما دامت تشكل منصة عدوان لدول الغرب الاستعماري.
وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان زعم قبل يومين “أن أوروبا ذات سيادة، وخرجت من سذاجتها، وبدأت تؤكد نفسها على أنها قوة لديها استقلالية”، وهذا الكلام يكذبه الواقع، هي لم تخرج من سذاجتها بعد، ولا تزال ترهن سيادتها وقرارها للمشيئة الأميركية، نلاحظ ذلك في مجلس الأمن، هي تصر على التشبث بأكذوبة “الكيميائي” تماهيا مع الموقف الأميركي العدائي، رغم أن ممثليها أشرفوا على تدمير مخزونات الأسلحة الكيميائية في سورية على متن سفينة أمريكية وسفن أخرى تابعة لدول أوروبية، وكذلك تنتهج السياسة الأميركية نفسها بفرض العقوبات، وتستنسخ إجراءاتها القسرية العدائية بين الفينة والأخرى، على غرار “قيصر” الإرهابي المتدحرج، وتعزف دائماً على وتر الابتزاز الأميركي، وهي تتوهم بذلك ان انجرارها الأعمى خلف سياسة البلطجة الأميركية يحقق مصالحها، رغم أنها لم تخرج يوماً عن دائرة الاستهداف الأميركي، وهي في طريقها نحو الانهيار والتفكك بفعل سياسة التحريض التي تمارسها الولايات المتحدة بحق دولها، وممنوع عليها أميركياً أن تكون قوة إقليمية موحدة في القرار والسيادة، لكي تبقى تحت مظلة الحماية الأميركية، فكيف يدعي لودريان أنها ذات سيادة، وخرجت من سذاجتها؟.
أوروبا محكومة بعلاقة التبعية والارتهان للولايات المتحدة، والحرب الإرهابية على سورية كشفت الكثير من جوانب هذه التبعية العمياء، دلت عليها المهمات القذرة التي لا تزال الدول الأوروبية تؤديها، وهذه المهمات عرت نفاقها، وأظهرت نزعتها العدوانية والإجرامية التي تخدم في النهاية استراتيجية الهيمنة الأميركية، وازدواجية المعايير التي تمارسها أميركا لفرض قانون شريعة الغاب بما يتوافق مع أطماعها الاستعمارية، ورؤيتها لشكل النظام العالمي الجديد ليكون على قاعدة أن الحكم للقوة الغاشمة، وليس للمبادئ والقوانين الدولية، ولكن أميركا المتسلطة، وأوروبا الواهمة لن يكون بمقدورهما السير بعيداً في مشروعهما الاستعماري، فللشعوب المستهدفة بالإرهاب الأميركي والأوروبي كلمتها الحاسمة في نهاية المطاف.

نبض الحدث- بقلم أمين التحرير ناصر منذر

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟