ثورة أون لاين- سعاد زاهر :
هي النتيجة الأولى الحاسمة … (73)% نسبة من اعتبر أن سبب تراجع الخدمات بأغلبية المدن والبلدات “لاسيما النظافة “، سببه الفساد بمجالس المدن والبلديات…
هي ليست حاسمة، فقط، بل أعلى نسبة حصلنا عليها في مختلف الاستطلاعات الأربعة التي اشتغلنا عليها حتى الآن، الأمر الذي يعطي مؤشراً بأن المواطن السوري، يكتوي بنار الفساد أكثر مما اكتوى في استطلاع الرقابة بنار الأسعار حيث بلغت (37%) لصالح وضع معايير واضحة ومعلنة لتسعير السلع وتحديد هوامش الربح، بينما النسبة الحاسمة في الاستطلاع الذي قبله مباشرة حول جودة رغيف الخبر بلغت ( 31%) ، لصالح النقص بالكميات والمخصصات، و في أولى استطلاعاتنا التي نشرت (18) الشهر الماضي، وحمل عنوان (أسباب انتشار حمى الدروس الخصوصية) النسبة الأعلى جاءت لصالح تراجع مستوى التعليم العام، المرتبة الأولى، بنسبة ( 43%)..
في مقاربة سريعة للنسب الأعلى في مختلف الاستطلاعات التي أجرتها صحيفة الثورة، والتي جاءت منوعة تشمل قطاعات حياتية عديدة، تمس الناس، نجد أن نسبة استطلاعنا الحالي هي الأعلى بنسبة (73%) لصالح الفساد، يليه نسبة (43%) في أولى استطلاعات صحيفة الثورة حول الدروس الخصوصية، رغم تقارب عدد الأصوات المشاركة في استطلاعات الرأي حيث بلغ في استطلاعنا الأخير (335) صوتاً شاركوا على رابط تليغرام صحيفة الثورة، وعلى منصة الفيسبوك حيث وضع رابط التصويت التابع للتليغرام لمدة اسبوع…
النسب التي تلت نسبة الفساد جاءت على الشكل التالي:
• أسباب أخرى تتصل بثقافة المجتمع 9%
• قلة الاعتمادات المالية المخصصة8 %
• النقص بالآليات والعمال6%
• التصنيف غير الواقعي للبلديات4%
من النسب التالية نلاحظ الفارق الكبير بين مختلف بنود الاستطلاع، حيث يبلغ الفرق بين أول نسبة والثانية مباشرة (64%)، إن المؤشر الذي يحدد أن الفساد هو السبب في تراجع الخدمات بأغلبية المدن والبلدات خطير جدا، فهو يوحي بخراب البنية الأخلاقية لبعض المكلفين بالعمل على تحسين أوضاع مدننا وبلداننا، وخطورته تأتي من القناعة التي بات كثر يؤمنون بها، ومن طغيان ملامح الفساد على واقع يعاني بعد سنوات الحرب الطويلة، وهو يقايض الفساد بفتات مالي، في مقابل استمرار انهيار البنى الادارية والعمرانية التي اشتغلت الدولة طويلاً على اعمارها … ومع ذلك طالتها يد الخراب في حرب لم ترحم أي شيء..وهاهي يد الفساد تستشري بها، وتعبث بها، دون رحمة..!
السبب الثاني في استطلاعنا المسؤول عن تدني الخدمات، أسباب تتصل بثقافة المجتمع، أما بقية الأسباب الأخرى فقد تقاربت نسبها، وعلى ما يبدو فإنها مشكلات قابلة للحل، في حال عولج الفساد…