الثورة أون لاين – لميس علي:
منذ الحلقات الأولى من عرض مسلسل “الهيبة، الرد” توالت حالات التفاعل معه مِن قبل جمهوره على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي.
بعد كل حلقة ثمة مَن يترصد ما ورد فيها، إيجاباً وسلباً..
البعض يُحسن صيد الهفوات، بينما يصعّد آخرون من جماليات يحسنون تظهيرها حبّاً بالعمل، وغالباً حبّاً بنجمه الأول “تيم حسن”..
يراهن صانعو ومتابعو العمل على إمكانية تقديم المختلف عن أجزائه السابقة.. وألا يبقى متكئاً على نجومية بطله “حسن” صاحب الحضور الأميز، فلا يخفى على أحد أنه السبب الأول والورقة الرابحة التي تدفع بشركة الإنتاج “الصبّاح” لحصد أرباح الأجزاء كلها استثماراً لحضور، وموهبة، ونجومية تيم حسن.. لكن إلى متى..؟
فهل تراه استنفد نفسه واستهلك الشخصية..؟
أم لعله يعيد محاولات إحياء ألق أحاط بشخصية بطلٍ نهوى أن نراه بأفضل أشكال البطولة ولو أدركنا، بيننا وبين أنفسنا، أننا نخاتل قليلاً في تصديق الكثير من سياقات الأحداث التي تمر بها أو تصنعها.
بالطبع ندرك أنه ليس المسؤول الأول ولا الأوحد في كل ما يؤول إليه الحال من ردود أفعال أو نجاح العمل من عدمه.
لكن لا يخفى على أحدٍ أن ثمة نوعاً من الاجتهادات يقدّمها “حسن” إكساءً للشخصية “جبل” لحماً ودماً، مقرّباً إياها أكثر من جمهور أحبّها.
الأمر الذي كان السبب اعتراض أحد المشاركين في ورشة عمل كتابة النص على ما يسلكه “حسن” في إضفاء كلمات لم تكن واردة في السيناريو.
والسؤال: ألا يدخل ذلك ضمن اجتهادات الممثل في رسمه تفاصيل شخصية يشتغل عليها محوّلاً إياها إلى ما يقارب واقعاً تنتمي إليه، كما يُفترض..؟
كل ما قيل ويقال من عدم حصد “الهيبة” بأجزائه لنجاحات توازي نجاح جزئه الاول لا يبدو مستغرباً.. حتى أن متابعاً له لو أراد تظهير حدث مهم بمختلف تفرعات السياق العام للأحداث، لن يجد أي حدث حقيقي قادر على جذب المتلقي فعلياً.. وهو ما يُعيدنا إلى الدوران في فلك شخصية العمل الأولى “جبل” وإكسابها بريقاً من نوع خاص، كان بفضل أداء “حسن” لها.. ولكن ومهما كنّا محبّين ومتعاطفين مع سيرة بطل ظُلم بشكل فاقع، لن نقبل، بطريقة عقلانية، تلك الظهورات التي قام بها في لحظات مهمة في سير أحداث الحكاية..
كأن يظهر هكذا صدفةً في موقع قبر والد غريمه المدعو نمر السعيد مكتشفاً سراً يخبّئه هذا الأخير.. ثم يعود ليظهر في مكان آخر قريباً من معمل الألبان مكتشفاً خيانة برهان لهم..
نقبل ذلك على سبيل التعاطف مع شخصية بطل نرغب أن نراها بأفضل أشكال البطولة، ولو كنا غير مقتنعين منطقياً بسلامة سير تفاصيل الحكاية.
محاولات إلباسه ثوب البطل الذي يغازل خيالات تنتمي إلى عوالم بطولة أسطورية تبقى غافية في لاوعي كل منا راغباً برؤية بطله بأفضل ما يكون، كل ذلك جعلنا نتوقع حضوره في الحلقة السادسة حضور المنقذ حينما حاول عمّال المعمل الاعتداء على بيت شيخ الجبل.
وعلى الرغم من كل ما ذُكر في نقد العمل وإظهار ضعفه، نصيّاً، قبل أي شيء آخر.. لا نستطيع إنكار أنه حقق ويحقق إلى الآن جماهيرية لا يُستهان بها..
كان من أول أسبابها، كما ذكرنا، الاستمرار باستثمار نجومية “تيم حسن”، وثاني أسبابها اجتماعه كابن مع القديرة منى واصف، كأم.. فلا يُنسى أن الثنائي قدّم مشاهد غاية في الإبهار التمثيلي، كما في المشهد الذي كان في هذا الجزء حين لقائهما بعد طول غياب.