لايمكن الحكم على منتخبنا الكروي من خلال ظهوره الأول مع المدرب التونسي، ولا يعطي الفوز الذي حققه على أوزبكستان في مباراته الودية الاولى الكثير من المؤشرات الفنية، وإن كان يمنح جرعة ثقة وتعزيزاً للروح المعنوية، ذلك أن للبدايات خصوصية تتعلق بالمدرب من جهة، وباللاعبين من جهة ثانية، ناهيك أن الهدف من المباريات التجريبية فني محض، يتمحور حول الاحتكاك، ويتفرع عنه الانسجام والتجانس والانضباط التكتيكي والفردي، ومدى تقبل اللاعبين لأفكار الجهاز التدريبي الذي ينتمي لمدرسة تدريبية مختلفة تماماً عن المدارس التدريبية التي كانت تقود كرتنا.
ولكن يمكن أن نرى أو نلاحظ أن ثمة كاريزما جديدة لمنتخبنا ولمسات للمدرب في شكل المنتخب كمجموعة وكأفراد على حد سواء، إضافة لعمل كبير في الخطوط الخلفية، وخصوصاً لخط الدفاع وإن كان يحتاج لمزيد من الجهود والتنظيم، وهذه المؤشرات تعطي الانطباع بوجود بعض التغيير، وتبشر بخطوات أخرى لاحقة من شأنها أن تكون كفيلة باستثمار إمكانات اللاعبين وتوظيفها في العمل الجماعي داخل المستطيل الأخضر.
وتبدو مباراة منتخبنا الثانية، في معسكره في الإمارات العربية المتحدة، أمام الأردن غداً، في غاية الأهمية، لتعزيز النقاط الإيجابية التي ظهرت في مباراته الأولى، وسد الثغرات القليلة نسبياً، والتي أكثر من يعرفها ويدركها الجهاز التدريبي نفسه، والذي أثنى بدوره على الروح القتالية للاعبينا واندفاعهم وتحفزهم، ليس لتحقيق النتائج الطيبة فحسب، وإنما للارتقاء والتطور، وحجزمركز متقدم بين منتخبات القارة الصفراء.
ما بين السطور – مازن أبوشملة