يحتفل شعبنا غداً بالذكرى أل 50 للحركة التصحيحية المجيدة في وقت يحقق فيه جيشنا العربي السوري الانتصار تلوالانتصار بالتعاون مع الحلفاء والأصدقاء في مواجهة الإرهاب التكفيري الظلامي وداعميه، مثبتاً بذلك للعالم أجمع أن سورية دولة القانون والمؤسسات ستبقى متمسكة بنهج التصحيح ولن تتخلف قيد أنملة عن مواصلة دورها المحوري المقاوم في المنطقة، فمنذ قيامها في 16 تشرين الثاني عام 1970، شكلت الحركة التصحيحية المجيدة التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد نقطة تحول إيجابي في سورية، حيث عمت خيراتها على كل الصعد، وكانت نقطة تاريخية مضيئة انعكست بشكل مباشر من خلال حشد الطاقات وطنياً وقومياً ودولياً، استجابة لإرادة الشعب، وكل القوى الوطنية والتقدمية في عملية إعادة بناء المنظمات الشعبية والمؤسسات الحكومية والنهوض بالدولة الحديثة في مختلف الأطر والقطاعات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية. .
فما أشبه اليوم بالأمس فالحاجة والرغبة الدائمة بالتصحيح والتمسك بمبادئه وإنجازاته السابقة من قبل الشعب ساهمت بشكل أو بآخر بتعزيز صموده خلال سنوات الحرب الإرهابية التي تعرضت لها سورية من خلال الجيش العقائدي الذي حقق انتصارات بطولية على الإرهاب التكفيري وداعميه، وعبر المؤسسات والنقابات العامة والخاصة والجمعيات والمنظمات المجتمعية التي كانت من أهم إنجازات التصحيح في سورية سابقاً وأهم عوامل الصمود فيها لاحقاً.
نعود لنقول: غداً تمرّعلينا ذكرى الحركة التصحيحية المباركة، وبلدنا يشهد الفصول الأخيرة من الحرب الكونية الإرهابية التي استهدفتنا، بفضل صمود شعبنا المقاوم، وتضحيات جيشنا الباسل، وحكمة قائد الوطن السيد الرئيس بشار الأسد، قائد مسيرة البناء والتطوير، حيث أثبتت الحركة قدرة سورية على التأقلم مع المتغيّرات المحلية والإقليمية والدولية، ومتطلبات المصلحة الوطنية والقومية، واستطاعت تعزيز مكانتها على الخارطة السياسية الدولية.
فلا شك إن قيام الحركة التصحيحية المجيدة في السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970، بقيادة القائد المؤسس حافظ الأسد، استعادت الوجه الأصيل لثورة آذار 1963، وشكلت تحولاً استراتيجياً نوعياً في تاريخ سورية المعاصر لمواجهة إرادة التزوير، وتجسيد قواعد جديدة لدولة القانون المؤسساتية، وحققت جملة من الإنجازات الوطنية في مختلف المجالات الاقتصادية والعلمية والثقافية والاجتماعية والعسكرية والسياسية وفي مقدمتها التعددية الحزبية في إطار الجبهة الوطنية التقدمية، التي جسدت الوحدة الوطنية الحقيقية بين أبناء الشعب، كما شكلت النموذج المميزالذي يحتذى به ،وخاصة بعدما أصبح شعبنا ينعم بالتعليم والطبابة المجانية وحماية السلع الضرورية من الاحتكار وفي مقدمتها حماية أسعار الخبز والدواء والمحروقات وغيرها، فاستعادت سورية من خلال هذه الحركة دورها ومكانتها الريادية على الصعيد الوطني والقومي والإقليمي والتحرري العالمي.
تتجدد ذكرى الحركة التصحيحية اليوم على وقع انتصارات الجيش العربي السوري، ليترسخ البعد القومي والعربي لهذا الجيش الذي لم ولن يتمكن الإرهاب بكل أفعاله وأدواته الإجرامية من الوقوف أمامه بل على العكس زاد السوريين تمسكاً به إيماناً منهم بالقدرة على نقل راية التصحيح والنضال والصمود إلى أجيال وأجيال ستتابع المسيرة دون توقف.
حديث الناس – اسماعيل جرادات