الثورة أون لاين-ديب علي حسن:
لايكاد يمر يوم دون أن تضيف الإدارة الأميركية إلى سجلها العدواني جديداً، في التصريحات أو على أرض الواقع، وهي التي ترى العالم مزرعة لها، يحق لها حسب -شريعة الغاب التي تنتهجها أن تنهب وتسرق وتأخذ كل ثروات العالم، دون وازع من ضمير ــ بل إن الإدارة الأميركية تعلن ذلك بكل صفاقة وعلى العلن، قرصنة كل شيء، من البحر إلى السماء إلى ما في باطن الأرض من ثروات، هي ملك الدول والشعوب التي تقع في أراضيها.
سرقة النفط والمقدرات السورية التي سطت عليها قوات الاحتلال الأميركي، مستمرة قوافل من الصهاريج المحملة بالنفط السوري، تظهر وتتحدى القانون الدولي، وكل ما في الكون من أعراف، بالوقت الذي تمارس فيه أبواق الإدارة الأميركية دورها التضليلي، ما بين تصريحات متناقضة، الغاية منها المراوغة والتضليل.
تارة يعلن ترامب أن قوات احتلاله سوف تنسحب، وتارة أخرى أنه أبقى قوات لحراسة النفط، وكأنها ملكه وميراثه، ليخرج علينا مسؤولون آخرون يتحدثون عن تضليل مارسته الإدارة الأميركية في هذا الصدد، وكأنهم ــ المسؤولون ــ ليسوا بهذه التصريحات شركاء، ولهم دورهم المرسوم بدقة.
من المراوغة إلى العدوان، تقدم أحدهما عن الآخر، يعرف المعتدي الأميركي والصهيوني أنه في نهاية المطاف سوف تكون الهزيمة لهم على يد أبناء سورية التي أثبت رجالها أنهم صناع النصر والقدرة على قلب المعادلات على الأرض، وليس الأمر إلا ترتيب أولويات، يجيد السوريون رسمها بدقة، ويعرفون كيف يكون الحسم على الأرض، فلا يغرن العدوان الصهيو أميركي أنه قد يصل إلى بعض الأهداف، فهذا يقع ويجري في أعتى وأقوى الدول، لكن في نهاية الأمر ثمة ساعة حسم يعمل عليها السوريون وليست ببعيدة.